نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 157
أجنحة الطيور ورئات الإنسان على أسبقية
الهواء، وتدل أعين الإنسان على أسبقية الضوء، كما يدل حب الاستطلاع العلمي على
أسبقية الوقائع، وكما تدل الحياة على أسبقية القانون الطبيعي اللازم لنشأتها..
وإنني أتساءل الآن: أفلا يدل التدبر العميق والتفكير الصافي والشجاعة العظمى
والواجب الأعظم والإيمان الكبير والحب العميق.. أفلا يدل كل أولئك على شيء سابق؟
من الحماقة أن نظن أن أعمق الأفكار والعواطف والأعمال التي نشاهدها في الإنسان لا
تدل على شيء سابق.. إنها تدل على أسبقية وجود عقل علوي. إنها تدل على وجود خالق
يتجلى في خبرة أولئك الذين لا يضعون الحواجز في طريق عقولهم عند البحث عن العقل
الأسمى أو الخالق الأعلى)[1]
ما سمعت هذا حتى رحت أصرخ في القاعة،
وأمام الجمع الكثير من العلماء: (يا الله.. يا الله.. يا الله)، وبقيت أرددها
وأبكي.. والعجب أن كل القاعة بعلمائها وفلاسفتها وعوامها وخواصها رددوها معي بكل
عشق وشوق.
برهان التوفير:
بعد أن أنهى
الرجل الأول حديثه، قام آخر، وقال: بعد أن حدثكم صديقي وأخي عن [برهان التسخير]،
وكيف خرج به من ظلمات الجهل والغواية إلى نور الإيمان والهداية.. فاسمعوا حديثي
الذي لا يقل عنه عجبا.. وهو عن برهان من براهين العناية الرحيمة، أطلقت عليه اسم [برهان
التوفير].. وهو برهان يدل على الله من كل الوجوه، وبكل المقدمات، وبجميع اللغات..
فالله برحمته
وفر لنا كل ما نحتاجه.. وبقدر ما نحتاجه.. وفي الوقت الذي نحتاجه.. وبالدقة التي
نحتاجها.. وكل ذلك لا يدل على وجوده فقط، بل يدل على مدى عنايته ورحمته
[1] الله يتجلى في عصر العلم، كريسى موريسون، ج
2 ص 156.
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 157