responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 158

ولطفه بعباده، وأنه ما خلقهم إلا ليكرمهم، ويمن عليهم من فضله.

وقد كان التأمل في هذا وحده هو رسول ربي إلي للإيمان.. فقد كنت في بيئة لم يكن فيها مؤمن واحد.. ولا شيخ واحد.. ولم أكن أسمع بالأديان أصلا.. لأني لم أكن أعيش إلا وسط المخابر.

لكن التأمل في الكائنات والبحث في المعارف المختلفة قادوني جميعا إلى الله.. وسأحكي لكم قصة هدايتي.. وكيف جذبني الله إليه بهذه السلاسل من فضله.

كان أول ما أثار انتباهي في هذا هو اللبن.. ذلك الغذاء الأساسي الذي يعتمد عليه الرضيع في نشأته.. والذي لولاه لم تستمر الحياة، ولم تصر إلى الصورة التي نراها.. لقد كان اللبن مثار اهتمام شديد من طرفي في ذلك الوقت الذي كنت لا أؤمن فيه إلا بمادية الحياة، وأنها لم تكن سوى نتيجة تطور وجد بالصدفة..

لقد وجدت ذلك السائل العجيب، وفي تلك المرحلة الدقيقة والخطيرة من عمر الإنسان، آية من آيات الله العظمى، التي لو تأملها الإنسان، واكتفى بها لوصل إلى الله.. ولهذا وجدت في رحلتي إلى الله كيف أشاد القرآن الكريم به، وكيف دعا إلى النظر فيه باعتباره برهانا عظيما من براهين الدلالة على الله.. قال تعالى: ﴿وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ﴾ [البقرة: 233]، وقال: ﴿وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ﴾ [النحل: 66]

لقد كان أول ما بدأت به أبحاثي هو مقارنتي بين اللبن الطبيعي الذي تفرزه الأم بعد الولادة مباشرة، لتوفر لابنها الغذاء الذي يحتاجه، وبين اللبن الذي أنتجته مصانعنا المتطورة، والذي لم تستطع تصنيعه ولا تصميمه إلا بعد أبحاث طويلة، ومن كبار المختصين، وبإسناد كبير من جهات كثيرة متعددة.. وعندما رأيت الفرق العظيم بينهما، قلت في نفسي: هل يمكن

نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 158
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست