نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 278
التعقيد بواسطة الانتقاء الطبيعي.. مع
أن هذا ليس علما، بل إنه يدخل في نطاق المعجزات.
ثم سكت قليلا، وقال: أخبرهم أن لديهم من
المعجزات في ديانتهم التطورية ما يفوق ما لدينا من معجزات.. لأن كل ما نؤمن به ليس
خوارق، وإنما هي حقائق لأنها مستندة لقدير على كل شيء، والقادر على كل شيء لا
يعجزه شيء.
***
التقيت بعده
رجلا من المسلمين، رحت أسخر منه قائلا: أليس في كتابكم المقدس هذه الآية: ﴿
قُلْنَا يَانَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ﴾
[الأنبياء: 69]
فقال: أجل.. هي
فيه.. ونحن نعتقد بموجبها، وموجب غيرها من الآيات أن النار لا تحرق إلا بإرادة
الله، فإذا شاء الله لها أن تحرق أحرقت، وإن لم يشأ لم تفعل.. ونعتقد فوق ذلك أن
الماء مائع بمشيئة الله، فإذا شاء الله له أن يكون صلبا صار صلبا.. لقد ذكر كتابنا
المقدس ذلك، فقال: ﴿فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ
الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ ﴾
[الشعراء: 63]
قلت: ألا ترى
أنك بهذه الاعتقادات لم تبق إنسانا عصريا ولا علميا، بل عدت إلى القرون البدائية
الممتلئة بالجهل والخرافة؟
قال: لا تقل
هذا، فالجهل والخرافة موجودة في كل العصور، ولا علاقة لها بعصر دون عصر.. وما دمت
مؤمنا بأن هناك إلها خالقا لهذا الكون، فإني لا أستطيع أن أفرض عليه ما يفعل.. لأن
علمي لم يبلغ مبلغ علمه، ولا قدرتي بلغت مبلغ قدرته.. فلذلك كان العلم والعقل
يقتضي مني أن أسلم له.. مثلما أسلم جسدي للطبيب الخبير، ومثلما أسلم كل أموري
للخبراء الذين أثق فيهم من دون أن أجادلهم.
لقد ذكر ربي ذلك
في رسائله التي خاطبنا بها عندما أراد أن يقنعنا بوجود البعث والحياة بعد الموت..
فقد قال: ﴿وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِ
الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 278