responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 347

ومعلوماتهم التي اكتسبوها في الماضي.. وقد جعلني هذا أتساءل عن الملجأ الذي راحوا يعتمدون عليه حتى دعاهم إلى التفاؤل بهذه الصورة، بل جعلهم يعمرون أرواحهم بالأمل والمشاريع والتطلّعات لمستقبلهم، ويتابعون شؤونهم وينجزونها اعتماداً على تجاربهم السابقة؟

قلت: فما كانت إجابتك على هذه التساؤلات؟

قال: لم أجد إجابة على هذه التساؤلات إلا أنه يوجد في ذواتهم وحقائقهم ووعيهم الداخلي شعور بأن هناك من يلبي لهم كل تلك الطلبات.. وذلك لا يمكن أن يكون إلا الله.

قلت: فهل تثبت من هذا الموقف؟

قال: أجل.. لقد أصبح عندي من الضرورات العقلية.. ولا شأن لي بمن ينكره.

قلت: فكيف ثبت لديك ذلك؟

قال: ألا ترى أن الجوع دلنا على الطعام.. والعطش دلنا على الماء؟

قلت: وما علاقة هذا بذاك؟

قال: والأمل أيضا يدل على أن هناك جهة ما تحقق من الآمال ما لا يطيق أحد تحقيقه.. لقد علمت أنه إن لم يكن ثمة مرجع أو مردّ معروف لضمان تحقق المشاريع والبرامج والآمال، فلماذا تنبثق هذه الآمال والتطلّعات في نفس الإنسان دائماً، وتُتابع في العالم الخارجي إلى أن تؤتي ثمارها ونتائجها؟

لماذا نرسم دائما خطّة ونفكّر ببرنامج، ونأمل أن يتحقق، ثم نحققه في الوقت المقرّر ـ ربما بفوارق طفيفة عن الخطّة والزمن المرسوم أو طبقاً للموعد بالضبط ـ ويرسم ذهننا ونظامنا الفكري مشروعاً ويتأمل أن يؤتي ثماره ونتائجه.. إنه ليس أملاً خيالياً أو طفولياً، إنما هو جزء من بنيتنا الذهنية.

إنّ هذه الآلية ـ التي لا يُنكرها أحد، بل يعيش الجميع وفقاً لها ـ لا تنسجم في ماهيتها

نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 347
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست