نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 348
مع المسار المعروف لشؤون العالم طبقاً
للتحليل الفلسفي والعلمي، رغم أنها في العادة متجانسة ومتماشية معه.
قلت: لكن قد يقال بأن الأمل مجرد عادة من
عادات البشر، ولا يمكن اعتباره دليلاً على وجود ملاذ أو سند خارج أذهاننا.
قال: العادة مصطلح عرفي لا يتمتع
استخدامه بالدقة العلمية والفلسفية، فهو أعجز عن أن يفسّر عقلانية الأمل أو
يبرّرها.. فنحن نواجه عملية نفسية في أذهاننا ودواخلنا نجدها معقولة، وهذه
العقلانية غير متناغمة تماماً مع المعطيات العلمية والرؤى الفلسفية؛ لأنّ تلك
الآلية تظهر الأمل أمراً معقولاً، بينما لا تري هذه المعارف والتصوّرات ضمانةً
وتعيّناً لهذا الأمل.. وهكذا لو أردنا اعتبار العادة وحدها أساساً للأمل نكون قد
ضللنا الطريق الصحيح؛ لأنّ العادة ـ أولاً ـ لا يمكنها أن تكون أساساً للسلوك،
وإنما هي تعبير عن آلية السلوك، وثانياً حينما لا تستطيع النظرة الفلسفية والعلمية
تسويغ سلوك ما كيف ستستطيع العادة تسويغه؟!
قلت: فقد يقال بأن الإنسان يتعلّم الأمل
من والديه ومعلّميه، فالتعليم إذن هو الأساس العقلاني للأمل!
قال: للتعليم تعاريف متعدّدة، والنقطة
المشتركة بينها هي أنه عملية معرفة الموهبة وتفعيلها وليس إيجادها.. أي أنّ
التعليم يكشف عن فاعليات الذهن، وينضّجها لتبلغ مرحلة الاكتمال، لا أنه يخلق
موهبةً في الذهن؛ وعليه، فحال التعليم حال العادة يعبّر عن آلية السلوك، وهو
بالطبع يرجح على العادة في أنه يقوم على منهج خاص وعملية خاصة من المعرفة، لكنه مع
ذلك لا يمكن أن يكون عماداً لسلوك دائمي لدى الإنسان مثل الأمل.
وبتعبير بسيط.. الأمل ليس شيئاً يتعلّمه
الإنسان، إنما يتعلّم أين يأمل وكيف.. فأساس الأمل جزءٌ من البنية الداخلية
للإنسان.
قلت: إذا كان الأمر على النحو الذي
ذكرت، فلماذا لا يرتضي كلّ الناس هذه الفكرة،
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 348