نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 349
ولماذا لا يتفطنون لها؟
قال: إنّ قبول الشيء والتنبّه إليه غير
حقيقته وواقعيّته؛ فقد يكون الأمر حقيقةً واقعةً لكنّه غير ملاحظ من قِبل الإنسان
نفسه؛ والأمثلة على مثل هذه الأمور كثيرة جداً في الحياة الخاصّة والاجتماعية.
قلت: ما دام الأمر كما تذكر، لوجب أن
يكون البشر جميعهم عارفين بالله؛ لأنهم جميعاً ذوو آمال وطموحات.
قال: هناك مشكلة تعترضهم في هذا، وهي أن
معرفة الله والاستمرار على هذه المعرفة والعمل على أساسها منوط بإرادة الإنسان
وتأملاته النفسية، وإذا لم تتوفر هذه الشروط فقد تتحقّق تلك المعرفة للحظةٍ ما عند
هذا الموجود الآمل، لكنها لن تستمرّ.. وإذا فسّر الإنسان ممارساته الآملة بنحو آخر
غير الاعتماد على الله، فلأنه لم يوفر شروط معرفة الله وتكريس هذه المعرفة بواسطة
إرادته، بل يركّز اهتمامه عادة على سند آخر يظنّه ـ خطأ ـ ملاذه الحقيقي.
ثم راح يضيف: إنّ الناس في ذلك يشبهون
الباحثين عن الذهب الذين يعرفون الذهب الحقيقي جيداً، لكنهم يقنعون ويفرحون بالذهب
المغشوش بسبب صعوبة الحصول على الذهب الحقيقي.
***
بعد أن ذكر لي هذا، رحت إلى صديق لي كان
مختصا في تاريخ الأديان، وأخبرته بما سمعته، والاستنتاجات التي وصلت إليها، فقال
لي: عجبا إن ما ذكرته من براهين واستدلالات هو نفسه الذي دفعني إلى الاهتمام بهذا
التخصص..
لقد كنت أقول في نفسي: لو أن الله لم
يكن موجودا لما كان كل هذا الاهتمام به، ولماذا يظهر في كل جيل من كبار الفلاسفة
والعقلاء والعلماء والقديسين من يدافع عن
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 349