responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 359

إن إنتاج أمثال هذه الأفلام من منظور المعايير المادية أفضل من إنتاج فيلم يلتزم بالمعايير الثقافية والإنسانية.. ومع غياب أي منظومات أخلاقية متجاوزة للنظام الطبيعي المادي تصبح اللذة هي الخير والألم هو الشر.. ويصبح ما يحققه الإنسان نفسه من منفعة مادية تزيد من إمكانيات بقائه المادي هو الخير الأعظم، أو كما عبر عنذلك [بنتام] صاحب مذهب المنفعة: (لقد أخضعت الطبيعة البشر لحكم سيدين، هما: اللذة والألم، فهما وحدهما اللذان يحكمان أفعالنا)

قلت: ألا يمكن للعقل المادي أن يولد منظومات أخلاقية يستغني بها عن الدين؟

أجابني بقوله: لا.. ذلك مستحيل.. فالعقل يستطيع أن يختبر العلاقات بين الأشياء ويحددها، ولكنه لا يستطيع أن يصدر حكمًا قيميًا عندما تكون القضية قضية استحسان أو استهجان أخلاقي.. فالطبيعة والعقل على السواء لا يمكنهما التمييز بين الصحيح والخطأ، بين الخير والشر.. فهذه الصفات ليست موجودة في الطبيعة.

قلت: ولكني أرى الكثير من السلوكات الطيبة في المجتمعات التي لا تهتم بالدين، ولا تعترف بالإله.

قال: ذلك صحيح.. ولكنه محدود بذلك المجال.. فمحاولة إقامة الأخلاق على أساس عقلي لا تستطيع أن تتحرك أبعد مما يسمى بالأخلاق الاجتماعية، أو قواعد السلوك اللازمة للمحافظة على جماعة معينة.. وهي في واقع الأمر نوع من النظام الاجتماعي.. أو نوع من الإجراءات والقوانين الخارجية، كما أن التحليل العقلي للأخلاق يختزلها إلى أنانية وتضخيم للذات.

قلت: ولكن مع ذلك ألا نستطيع أن نقول بأن الإنسان في تلك المجتمعات قد تجاوب مع ذلك الوضع، وبالتالي أصبح طبيعيا وفطريا بالنسبة له؟

قال: ذلك في ظاهر الأمر.. لكن حين نتفحص الأمر بشيء من العمق نجد أن في

نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 359
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست