responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 360

الإنسان ما يرفض هذا النموذج المادي.. بل نجد ما يدل على أن الأخلاق الحقيقية ضد الطبيعة والمادة..

قلت: كيف ذلك؟

قال: ألا ترى أن الإنسان يضحي بنفسه من أجل الوطن أو من أجل جوانب معنوية ليست لها أي قيمة مادية، ويموت دفاعا عن الشرف، وهو، حينما يرى مشهد العدالة المهزومة، قد يهب لنصرة المظلوم برغم القوة الغاشمة، وبالرغم من أنه يعرف أن هذا قد يودي به، ولكن مع ذلك يكون على استعداد للتضحية بنفسه من أجل الغير.. فإذا غامر الإنسان بحياته فاقتحم منزلا يحترق لينقذ طفل جاره، ثم عاد يحمل جثته بين ذراعيه، فهل نقول إن عمله كان بلا فائدة لأنه لم يكن ناجحا!؟

قلت: هل تعني بذلك أن القيم الإنسانية تتناقض مع الإلحاد؟

قال: أجل.. فالتضحية على سبيل المثال تمثل خطًّا فارقًا ملموسًا فاصلاً بين الإنسان والحيوان.. وهو مبدأ مناقض لمبدأ المصلحة والمنفعة والحاجات..

قلت: لكني أرى المجتمعات المتقدمة..

بمجرد أن قلت هذا راح يقاطعني، ويقول: بأي معيار تصنفها مجتمعات متقدمة.. إن هذا مصطلح استكباري عنصري لا علاقة له بالأخلاق، ولا بالقيم.. وهو مفهوم مادي، لا علاقه له بالإنسان، ولا بقيم الإنسان.

بل إن هذه المجتمعات التي تصفها بذلك الوصف انحرفت بالإنسان انحرافا شديدا مليئا بالعنصرية والاستبداد والتكبر..

***

كان هذا أول هاد اهتديت به إلى ما في الإلحاد من انحرافات، وتبين لي من خلاله أنه لا يمكن أن تقوم للإنسان قائمة من غير دين يحفظ وجوده وحقيقته وقيمه، ولو لم يكن في

نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 360
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست