responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 361

الدين إلا هذه المصلحة لكفى.

التقيت بعده عالم أخلاق، قال لي، وهو يحاورني، بعد أن طرحت عليه تساؤلاتي حول إمكانية الجمع بين التحرر من الدين والتحلي بالقيم[1]: هناك مشاكل كثيرة تحول دون ارتباط القيم النبيلة بالإلحاد.. أولها، وربما تعرفه هي أنه لا وجود في المنطق الإلحادي لشيء اسمه النبل أو الأخلاق.. لأن كل شيء مادي.. والمادية يستوي أمامها كل شيء..

والثاني، وهو الأخطر هي أن صاحب الخلق يقوم بالكثير من التضحيات والمتاعب والمجهودات، وهو لذلك ينتظر عوضا.. فقد يكون الصدق ـ مثلا ـ سببا في خسارة مالية، أو فقدان مكانة اجتماعية، بل قد يوقع الصدق أحيانا في عقوبات جسدية.. ونفس الشيء يقال عن الكذب، فالكاذب لا يعاقب دائماً على كذبه في الدنيا، بل قد يكون كذبه وسيلة إلى كسب مالي، أو نيل منصب اجتماعي، أو تفادي أذى جسدي، ولولا ذلك ما كذب إنسان.

فالمشكلة إذن هي أن الذين ينفعون المجتمع قد يصابون بأضرار مادية، بينما الذين يضرونه قد ينتفعون مادياً.. فإذا لم يكن هنالك وازع مثل الوازع الموجود في الدين، وهو وجود خالق يرى ويسمع ما يفعل البشر، ودار أخرى يثيب الله فيها المحسن على إحسانه، ويعاقب المسيء على إساءته، فإن الكسب المادي في هذه الحياة هو وحده الكسب المعتبر في النظرة المادية، أما الصادقون الأمناء الموفون بعهودهم فهم بهذا الاعتبار المادي مغفلون لا عقل لهم.

والنتيجة الطبيعية الخطيرة لهذا، هي أن سيطرة مثل هؤلاء على المجتمعات وعلى العالم يصبح تقويضاً لكل المبادئ التي تقوم عليها الحياة الإنسانية.

سكت قليلا، ثم قال: ليس ذلك فقط ما لم يفطن له أولئك المجرمون الذين ينشرون


[1] انظر: الفيزياء ووجود الخالق: مناقشة عقلانية إسلامية لبعض الفيزيائيين والفلاسفة الغربيين، أبو القاسم حاج حمد.

نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 361
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست