responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 362

الإلحاد بين الناس باسم التنوير.. هم لا يعرفون أن عامة الناس مفطورون على أن هذه القيم قيم يحسن بهم أن يلتزموا بها، فهي جزء من تكوينهم العقلي، وهم يشعرون لذلك بالسعادة حين يصدقون الحديث، ويؤدون الأمانة، ويوفون بالعهد.. ويشعرون بالشقاء حين يكذبون، أو يخونون، وينكثون.

ولذلك فإن الملحد الذي يريد أن يتصرف وفق ما يقتضيه إلحاده؛ يمر بحالات يشعر فيها بالتمزق بين وازعه الداخلي، وتفكيره العقلاني؛ فبينما يقول له الوازع الداخلي: اصدق فهذا أريح لنفسك وأسعد لقلبك. يقول له فكره: لكنك تعتقد أنه ليس وراء الحياة من حياة، والصدق في هذه الحال يفوِّت عليك لذة عاجلة، ففيم التضحية بها وأنت لا تنتظر أخرى بعدها آجلة؟

قلت: لكن الواقع أنه ما كل الملحدين كذابون، ولا كل المؤمنين صادقون؛ فقد يصدق الملحد، وقد يكذب المؤمن.

قال: أجل.. لكن الملحد حين يصدق يتناقض مع مقتضيات مبدئه، أي إنه لا يصدق صدقاً يفوِّت عليه مصلحة إلا حين يتخلى مؤقتاً عن مبدئه أو عن عقله.. أما المؤمن فالأمر بالنسبة له عكس ذلك تماماً، فهو حين يكذب يكون قد سلك سلوكاً يتناقض مع مبدئه ومع عقله، وحين يصدق يكون موافقاً لهما ولفطرته.. وعليه فإنه كلما كثر عدد الملحدين، واشتد اقترابهم من مقتضيات مذهبهم فإن الكذب عندهم سيزداد لا محالة، وكلما كثر عدد المؤمنين واشتد استمساكهم بدينهم، ازداد عدد الصادقين منهم لا محالة.

قلت: لقد سمعت بعض الفلاسفة الماديين يذكر أنه لا معنى للسلوك الخلقي الذي يمارسه المتدينون.. ذلك أن من يعمل الخير رجاء الثواب لا يكون سلوكه هذا سلوكاً خُلُقيا،ً بل تجارياً؟

ابتسم، وقال: وليكن تجاريا.. وما الضرر فيه.. ما دامت التجارة مع الله.. وما دام ذلك

نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 362
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست