responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 363

المضحي الذي تألم بسبب تضحيته وصدقه يشعر بلذة ما فعل، وأن ما فعله من خير سيعوض عليه.. ألم يعلم هؤلاء أن التضحية المطلقة التي يدعون إليها، وهم يكذبون في ذلك، أمر يتنافى مع العقل الذي يسير عليه الناس في حياتهم الدنيوية كلها، وإلا لو كانت مثل هذه التضحية مما يدعو إليه العقل، لكان أعقل الناس هم الذين لا يسعون لنيل لذة، ولا يعملون على اتقاء أذى.. وإذا كان هذا غير سائغ عقلاً فلماذا يسوغ في حالة السلوك الخُلُقي؟.. وما الفرق بين هذا السلوك وغيره من أنواع السلوك؟

قلت: قد يقال إن الفرق هو ما ذكرته من أن في الإنسان وازعاً داخلياً يدعوه إلى السلوك الخُلُقي؟

قال: وهنا تكمن مشكلة أخرى للملحد الذي لا يجد كيف يوفق بين ذلك الوازع الداخلي الذي يدعوه إلى مكارم الأخلاق، والعقل الذي يدعوه إلى تحصيل ما ينفعه ودرء ما يضره.. فأنت ترى أنه لا حل عند الملحد؛ لأن إلحاده يوجب عليه، إما أن يكون داعياً إلى نبذ الأخلاق، أو يكون داعياً إلى نبذ العقل، وكلا الطرفين في قصد الأمور ذميم.

قلت: فكيف يحل الدين هذا الإشكال؟

قال: الدين الحق يحل هذا بطريقة بسيطة، وهي أنه يقنع العقول والقلوب بأن الأخلاق نفسها تقتضي أن يثاب المحسن على إحسانه، ويعاقب المسيء على إساءته.. ولكن هذا لا يأتي في دار الدنيا كما هو مشاهد.. ولا يمكن إذن أن يأتي إلا في حياة أخرى بعد هذه الحياة.. وأنت تعلم طبعا أنه لا يمكن القول بوجود حياة ثانية، ووجود جزاء فيها إلا إذا اعتقدنا بأن هنالك إله عليم عادل حكيم، يعلم ما يعمل الناس في حياتهم الأولى ليجازيهم عليه في حياتهم الأخرى.. فالمؤمن يعمل الخير لأن الله فطره على حبه، ويعمله لأن الله يثيبه على فعله، ولا تناقض بين الأمرين لأن إثابة المحسن هي نفسها مبدأ خلقي.

سكت قليلا، ثم قال: من خلال بحثي في هذا الجانب وجدت القرآن.. الكتاب

نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 363
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست