نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 366
لكنهم لا يحيرون لها جواباً.. فقد نقل (تيلر) عن عالم الأحياء البريطاني (ميداور) وهو ملحد مثله قوله: (إن الإجابة عن الأسئلة المتعلقة بالبدايات والنهايات أمر خارج – منطقياً – عن مقدرة العلم الطبيعي)[1].. ثم يعلق على هذا بقوله: (إن هذا مسلك يصعب
قبوله، فما زالت هنالك فجوه في حياة أناس كثيرين بسبب انعدام الغاية هذه. لقد كتب العالم النفسان كارل يونج: (إنه لم يكن
من بين مرضاي الذين هم في النصف الثاني من عمرهم أحد لم تكن مشكلته في النهاية هي
الظفر بنظرة دينية إلى الحياة)
ثم ينقل عن صحفي معاصر – يقول عنه: إنه ابن لأحد الفيزيائيين – قوله: (إن العلم الطبيعي ليس
سلعة محايدة أو بريئة يمكن أن يستخدمها للاستفادة منها قوم لا يريدون إلا أن يكون
لهم نصيب من قوة الغرب المادية.. إنه مدمر روحياً، مودٍ بكل المرجعيات والتقاليد القديمة.. وبعد أن يودي
بكل منافسيه يبقى السؤال: أي نوع من الحياة تلك
التي يقدمها العلم الطبيعي لأهله؟.. ماذا يقول لنا عن
أنفسنا وكيف نحيا؟)، ثم يجيب على ذلك بقوله: (ليس هنالك من
جواب جاهز على هذا السؤال)
***
كان لكلمات
عالم الأخلاق المؤمن تأثيرها الكبير على نفسي، لكنها لم تؤثر فيها التأثير الكافي،
فقد كنت أتصور أنه يمكن للملاحدة والماديين أن يجدوا منافذ لهم تعوضهم عن الله
واليوم الآخر، ومن تلك المنافذ القوانين.. وقد دعاني إلى ذلك ما رأيته من تأثير
القوانين وصرامتها في بعض المجتمعات الملحدة..
ولهذا رحت
لصديق آخر لي ، كان يعمل أستاذا
في الجامعة، وكان باحثا في تاريخ القوانين.. رحت أسأله عن العلاقة بين القانون الاخلاق،
وهل يمكن إقامة القانون من دون