نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 397
قال: إن ما الإسلام من هذه الناحية يملأ النفس
بالانبهار ففيه منظومة كاملة لعبادة الله، تجتمع فيها تربية النفس، مع توثيق
العلائق بين أفراد المجتمع، مع تنظيم حياة الإنسان، وحياة المجتمع جميعا.
لقد وجدت فيه الصلاة والصوم والحج، مفصَّلة آداب كل
منها وشرائطه، وموضَّحة طرق عبادته وسُننها.. وهو يرشد الناس إلَى كيفية ذكر الله،
وبأي دعاء يدعون، وبأي كلمات بليغة يسألون رب العالمين.. وقد عيّن لهم مواقيت
الصلاة والصوم والحج، وأحكام هذِهِ العبادات وسُننها، وكيف يسألون ربهم فيها
ليستنزلوا رحمته ويستغفروا ذنوبهم، وكيف يتضرعون إليه ويخشعون له ويناجونه في
سِرّهم، ويذكرونه في علانيتهم، وكيف يتوبون إليه معترفين بزَّلاتهم، مُنيبين إليه
منها، متَوخّين تزكية نفوسهم، وتنزيه أرواحهم، وتطهير قلوبهم، والتقرّب إلَى ربهم
بكل ما ينالون به مرضاته؛ لتكون روح الدين قائمة وحقيقته ملموسة.
قال رجل من الجمع: وعينا هذا.. ونحسب أنا لا نخالفك
فيه.. فإنا لا نرى أمة من الأمم تهتم بعباداتها كاهتمام المسلمين.. نحن نرى
بأعيننا كثرة المساجد وامتلائها بالمصلين في كل وقت من أوقات الصلاة.. بل في غير
أوقات الصلاة.. فحدثنا عن الناحية الثالثة.
قال: الناحية الثالثة التي تحتاج البشرية للتعرف
عليها عن طريق الدين هي المعاملات، أو ما يمكن تسميته قوانين المدنية، وأصول
المعاشرة.
لقد وجدت بعض القوانين المرتبطة بهذا النوع في
الكتاب المقدس الذي يدين بأحكامه اليهود.. لكني لم أجد فيها ما يشفي غليل البشرية
إلى القوانين العادلة التي تنظم حياتهم بجميع نواحيها.. بل إني وجدت مثالب كثيرة
تصرف الأنظار عن تبني مثل تلك القوانين.
أما المسيحية.. فقد وجدتها قاصرة تماما عن تلبية هذا
النوع من الحاجات.. ولهذا اضطرت الأمم المسيحية إلَى استعارة هذِهِ القوانين من
الأمم الوثنية، كالإغريق والروم.
أما الرسالة المحمدية.. فقد وجدت فيها العجب العجاب
في هذا الباب.. فهي لم تترك
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 397