نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 398
صغيرة ولا كبيرة مما يتعلق بسياسة المال، أو سياسة
المجتمع، أو سياسة الأمة إلا تناولته بتفصيل عجيب..
لقد وضع القرآن ومعه النصوص المقدسة التي تكلم بها
محمد a قوانين حياة تجتمع فيها المثالية
بأرقى صورها مع الواقعية في أدنى درجاتها.
قالوا: كيف ذلك، وحياة الناس تختلف بيئاتها
وأزمانها، وما يصلح لقوم قد لا يصلح لغيرهم؟
قال: لقد نظرت الشريعة الإسلامية إلَى هذا الضَّرب
من حاجات الأمم نظرًا ثاقبًا حكيمًا؛ فاستوعبته من جميع نواحيه، مستقصية جهاته
كلها؛ فلم تترك ناحية منها إلَّا وقد أتمتها؛ فسَنَّت قوانين كُليّة، أقامتها علَى
أصول جامعة.
وقد عمل بذلك المسلمون في مختلف بقاع الأرض
وأقطارها، ولا يعرف العالم كله إلَى الآن قانونًا أعدل ولا أرحم بالإنسانية ولا
أصلح لها من قوانين الإسلام[1].
قالوا: فحدثنا عن الناحية الرابعة.
قال: لقد وجدت أن حياة البشر لا يمكن أن تنظمها
القوانين وحدها.. فالقوانين يمكنها أن تنظم السلوك العام، وتمنع شر الناس عن
الناس.. ولكنه لا طاقة لها بأن تلطف حياة بحيث تعمق الأخوة بينهم.. ولا يمكنها أن
تهذب سلوك الفرد بحيث تملؤه بالإنسانية الراقية.. فلذلك احتاج الإنسان إلى
الأخلاق.
ولأجل هذا رجت أبحث في الأديان عن موقفها من
الأخلاق، وعن نوع الأخلاق التي تدعو إليها..
لقد وجدت أن في التوراة أحكامًا عديدة تتعلق
بالأخلاق، منها سبعة تُعَدّ أصولًا، وليس في
[1]
انظر التفاصيل الوافية عن هذا في رسالة (عدالة للعالمين) من هذه السلسلة.
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 398