نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 44
قال[1]: أجل.. يمكنهم الاعتراض بهذا.. ولكني أرى أن
هذا فيه الكثير من التحكم والتنافي مع الإرادة الإلهية المطلقة عن كل قيد.. فلم لا
نترك الأمر لله في شأن خلقه من دون أن نفرض عليه زمنا ولا هيئة ولا نوعا ولا شكلا..
فمن نحن حتى نحجر على الله؟
***
كانت تلك نهاية
حديثي مع هذا الفيلسوف المسلم الذي أسرني بحديثه وأدبه مع المخالفين له.. ولا
أكتمكم أني ملت إلى قوله كثيرا، وبدأت الكثير من الإشكالات تنحل بعد هذا المجلس
الذي جلسته معه.
وقد زاد في حلها
مجلسا علميا آخر حضرته، عقد في بلدتي في ذلك الحين، بين أكابر علماء ذلك العصر من
مختلف التخصصات.. سأحكي لكم بعضه، لأن هناك الكثير من التفاصيل التي قد لا يحتاج
إليها تلميذ الإيمان.
بدأ ذلك المجلس
برجل كنت أعرفه تماما، وكنت أعرف دفاعه عن الإلحاد، وعن كل المقولات التي تساهم في
نشره وتثبيته، ومن بينها القول بقدم العالم..
قام، وقال
بحماسة لا نظير لها: اسمعوني يا قوم.. فقدم العالم لم يعد فقط مجرد طروحات فلسفية
قال بها العقل المجرد.. وإنما تحول إلى علم.. فالعلم الآن بكل أدواته يثبت أن
العالم قديم قدما أزليا سرمديا.. لقد ذكر هذا كبار علماء العالم في كل المجالات..
ومنهم ثلاثة من كبار علماء الفلك يعملون في جامعة كامبردج بلندن، إنهم فريد هويل،
وهيرمان بوندي، وتوم غولد[2].. فقد أثبوا بكل الأدلة العلمية أن المادة كانت
الشيء الوحيد الموجود في الكون، وأن الكون وجد في الزمن اللانهائي، وسوف يبقى إلى
الأبد.
[1] أجاب الغزالي على هذا بذكره بعض ما يقوله
الفلاسفة على حسب علم الفلك القديم، وقد أعرضنا عنه لصعوبة فهمه على الكثير من القراء،
ولعدم الحاجة إليه.
[2] انظر: الموسوعة الكونية الكبرى، د. ماهر
أحمد الصوفي، 2/57..
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 44