نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 56
الإنسانية وقدراته العلمية والأدبية
يتنافى مع بعض القوانين العقلية المهمة التي تتفق العقول على الإذعان لها.. ولذلك
اسمح لي أن أناقشه من هذه الزاوية فقط.. لا من زاوية مواقفه الإنسانية التي
أحترمها كثيرا.
كان يتكلم بطريقة ممتلئة بالأدب
والهدوء، ولذلك لم أملك إلا أن آذن له أن يحدثني..
قال لي [1] : إن ما ذكره أستاذك المحترم ينطبق عليه ما يطلق عليه الحكماء [التسلسل]،
وهو باطل عقلا عند جميع العقلاء.
وقد نصوا على هذا بذكرهم أن عالمنا الذي
نعيش فيه غني بمجموعة من الظواهر الطبيعية.. وكلّ ظاهرة إمّا أن تكون علّة أو
معلولة، فهي علّة للظاهرة التي تليها، ومعلولةً لظاهرة قبلها.. ولولا وجود العلّة
لم يحدث المعلول، وبانعدام العلّة ينعدم المعلول.. وهكذا يتحقّق وجوده بوجودها.
وفي هذه الحالة نحن في العلل التي نشأت
بها الظواهر الكونية بين أمرين.. إما أن نصل بها في التسلسل إلى علة نهائية هي العلّة
الموجدة للكون.. وهي الله تعالى، وهو الغني بالذات، ويعتبر هو الخالق لهذه
السلسلة.
وإما أن نستمر في التسلسل إلى ما لا
نهاية له من العلل.. وهذا مستحيل عقلا.
قلت: كيف اعتبرته مستحيلا؟
قال: كيف يمكننا أن نتصوّر مجموعة من
الكائنات الحيّة ـ والتي كانت فاقدة للحياة يوماً ما، ثم أصبحت فجأة قادرة عليها ـ
أنها أوجدت نفسها من العدم من دون أن يكون هناك طرف خارجي صاحب قدرة مطلقة هو الذي
أوجدها؟
[1] انظر: مصدر الوجود بين العلم والفلسفة،
الشيخ جعفر السبحاني.
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 56