نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 58
الذين وضحوا لي الأمر بكل وسائل
التوضيح، حتى صرت أرى وجود الله أكثر وضوحا من وجود كل شيء.. لأن كل شيء منه ينبع،
وإليه يعود.
ومن أولئك الباحثين الصادقين رجل سمعته
يتحدث في جمع من الملاحدة، يخاطبهم بقوله: من كان لديه أي شبهة بعد هذا في وجود
الله.. فليطرحها، وسأجيبه عنها بإذن الله.
حينها قام أحدهم، وكان من زملائي الذين
تتلمذوا على برتراند راسل وغيره من الفلاسفة، وقال[1]: لا شك أنكم أيها المؤمنون بوجود إله، انطلقتم في بحثكم عن الله من
السؤال عن علة وجود المادة الأولى للكون.. ثم أجبتم أنفسكم بأن علة وجود المادة
الأولى للكون هي الله، ونحن نسألكم بنفس ما سألتم به: وما علة وجود الله؟.. لاشك
أنكم ستحتالون علينا بأن الله غير معلول الوجود.. وإن كان الأمر كذلك، فلماذا
توقفون مبدأ السببية وتعطلونه عندما يتعلق الأمر بالله؟.. وهنا نجيبكم: ولماذا لا
نفترض أن المادة الأولى غير معلولة الوجود؟! وبذلك يُحسم النقاش بيننا وبينكم..
وطبعا يحسم النقاش لصالحنا.
صفق الكثير من الحضور على كلامه، فقال
الرجل المؤمن بهدوء: هل انتهيت من طرح إشكالك، لأجيبك عليه؟
قال الملحد: بل أنهيت به كل ما يمكن أن
تقوله من حجج.. فهل يمكنك أن تضيف بعد هذا شيئا، وقد ألجأتك إلى هذه المضايق
الحرجة؟
قال المؤمن: لا بأس دعني أجيبك بما
أراه.. وليس عليك أن تقتنع بما أقول.. إننا معشر المؤمنين نرى بمقدمات عقلية كثيرة
أن الأصل في الخالق الوجودُ؛ إذ لو كان الأصل
[1] انظر: مقالا بعنوان [الملحد وسؤاله الخاطئ
من خلق الله؟]، وانظر:الفيزياء ووجود الخالق د. جعفر شيخ إدريس.. صراع مع الملاحدة
حتى العظم الشيخ عبدالرحمن الميداني.. كواشف زيوف الشيخ عبدالرحمن الميداني.
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 58