responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 62

فأكثر.. حينها يصبح لها وجود واعتبار.

تأثر الكثير من الملاحدة بقوله هذا إلا رأسهم، فقد راح يشاغب ويجادل، ويسخر، وبما أننا في محل ﴿لَا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ﴾ [الطور: 23]، فلا يصح أن أذكر لكم ما قاله.

برهان الخلق:

بعد أن انتهى الرجل الأول من حديثه، قام آخر، وقال: أظن أن الدور وصل إلي، وسأحدثكم ـ أنا العبد الضعيف ـ عن فضل الله علي بالهداية، وإخراجي من ظلمات الجهل والغواية، وكيف أنقذني ربي من جحيم الملاحدة.. وزج بي في روضات جنات المؤمنين.

قالوا جميعا: يسرنا ذلك.. فهلم حدثنا بنعمة الله عليك.

قال[1]: أذكر جيدا أنه في ذلك الحين كنت تلميذا وفيا للكثير من الفلاسفة والعلماء الذين كانوا يصيحون في عقلي كل حين: إن كل ما تراه من أنواع الجمال والنظام، والإبداع والإتقان ليس سوى نتاج خلق إلهي محكم، وإنما هو ثمرة لصدفة[2] عشوائية تنقلت طورا فطورا إلى أن تحولت إلى العالم الذي نراه بأحيائه وجماداته.

وكان أحدهم، ويدعى [توماس هنري هاكسلي[3] ]، والذي كنا ندعوه (كلب داروين) نتيجة إخلاصه الشديد لدارون ونظرية التطور يقول لنا كل حين: لو تركنا ستة قرود تضرب


[1] استفدنا الكثير من المادة العلمية المرتبطة بهذا المطلب من كتاب [الملحد واستدلاله الخاطئ بالصدفة] د. ربيع أحمد.

[2] يقصد بالصدفة عدة معانٍ، منها: حدوث الشيء دون علة؛ كغليان الماء دون أي سبب، وهذا مستحيل؛ فمن المستحيل حدوث شيء دون علة وسبب.. ومنها: حدوث الشيء بعلة مجهولة، مثل صديق كان يمشي في شارع لزيارة أحد أقاربه، فوجد صديقًا له كان ذاهبًا لشراء طعام من السوق صدفة، وهنا ترافق وتزامن.. ومنها: حدوث الكون وانتظامه عبر سلسلة من العلل غير العاقلة وغير المدركة، ومنها: التقاء عرضي لسلسلتين من الأسباب، ومنها: توفر مجموعة من العوامل بطريقة غير واعية لتُشكل ظاهرة..

[3] توماس هنري هاكسلي: (1825- 1895) عالم أحياء بريطاني.. كان قد لقب بـ (كلب داروين) لدفاعه القوي عن نظرية تشارلز داروين النشوء والتطور.. التقى تشارلز داروين في حوالي 1856.. وهو صاحب نظرية القرد .

نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 62
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست