نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 196
المشكلة ليست في ذلك فقط.. المشكلة هي في
تلك الخوارق التي يؤمن بها المؤمنون، والتي تصادم قوانين الطبيعة، والتي كانت
السبب الأكبر في تخلف العلم.
ذلك أنه بدل أن يبحث العلماء عن حقيقة الظوهر
الطبيعية، ويعالجوها معالجة علمية، راحوا يسندونها للغيب، ويتصورون أنها خوارق لا
تعني مواجهة إلا مواجهة الرب وتصرفاته.
أنتم تعلمون[1]
أن المجتمعات البدائية كانت تعزي حدوث الظواهر الطبيعية للآلهة، والتي كانت تتصرف
بشكل عفوي، ولم يكن بالإمكان التنبؤ بتصرفاتها.. بل كان يعتقد أنه من الممكن من
خلال العطايا والهبات أن يؤمن جانب هذه الآلهة.
ثم بالتدريج لاحظ الناس نظاما في تصرفات
الطبيعة، وكان هذا النظام ظاهرا بوضوح في حركة الأجسام الثقيلة في السماء، ومن هنا
بدأ العلم الأول، علم الفلك، ووضع نيوتن القواعد الرياضية لعلم الفلك، ومنذ ما
يزيد على 300 عام ما زلنا نستخدم نظرية الجاذبية للتنبؤ بحركات معظم الأجرام
السماوية.
واقتداء بعلم الفلك وجد أن الظواهر
الطبيعية تلتزم قوانين علمية صارمة، وهذا ما أدى إلى قوانين الحتمية العلمية والتي
عبر عنها العبقري الكبير [لابلاس] من أنه إذا أعطيته سرعة وموقع كل الجسيمات في
الكون، فإنه يستطيع أن يعطيك تصرف أي جسم في الكون، وفي أي زمان.
التفت لأصدقائه من العلماء، وقال: أنا
لا أحتاج للعودة لـ [لابلاس] لإثبات هذا، فيكفي أنكم تعرفون، بل يعرف العالم
جميعا، وفي جميع العصور أن ارتفاع درجة حرارة المياه يؤدي إلى غليانها.. وأن جاذبية
القمر تؤدي إلى ظاهرة المد الأرضية.. وهكذا كل
[1]
انظر: مقالا
بعنوان الحتميه العلميه وأثرها علي الفكر والدين (مناقشه فلسفيه لأثر اعتقاد حتميه
القوانين المستنبطه من العلم التجريبي وأثر ذلك على الفكر البشري)، د. مصطفى محمود
السيد.
نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 196