نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 197
سبب يؤدي إلى نتيجة بطريقة حتمية لا
مناص له عنها.
وبذلك فإن الحتمية قانون يسري في كل
شيء، وهو واقع تحت تأثير تسلسل منطقي سببي.. أو كما ينص أصحابنا على أنه إذا كانت
الأشياء على حالة ما في لحظه ما، فإنها لم يكن لها في اللحظه السابقة، ولن يكون
لها في اللحظه اللاحقة إلا حالة واحدة تلائم حالتها في تلك اللحظة المعينه.. وهذا
ما نسميه نحن [قوانين الطبيعة]
ولهذا فإن القوانين الطبيعية كامنة في
الأشياء، وساريه فيها دون حاجه إلى افتراض وجود إله أوقوي خارجية.. ولذلك لا نؤمن
نحن الوضعيين والحسيين والطبيبعيين بوجود لحوادث عشوائية، ولا بوجود معجزه.. فكل شيء
منظم ومقدر سلفا.. وكل شيء خاضع لقوانين الكون.
التفت لبعض المؤمنين من العلماء، وقال:
حتى من تعتبرونهم من العلماء المؤمنين قالوا بهذا.. فقد بين نيوتن في كتابه[ مبادئ
الفلسفه الطبيعيه] أن قانون الجاذبية الذي توصل إليه قد فرضه الله على الطبيعة.. وأينشتاين
هو صاحب المقولة الشهيرة: (إن الله لايلعب النرد)، وهي لا تعني سوى ما ذكرته من
حتمية القوانين الطبيعية، وعدم حاجتها إلى الغيب.. ولذلك يستوي أن يكون الله
موجودا أو غير موجود ما دام الكون لا يحتاج إليه.. أو لم يحتج إليه إلا في بداية
تكوينه.
***
قال ذلك، وجلس، وقد تصور أنه ألقى بالقنبلة
التي تقضي على كل ما ذكره العلماء من حقائق.. حينها قام الفيلسوف، قال: ليسمح لي
صديقي العزيز أوجست أن أذكر له أن الفكرة القائلة أن حالة الكون في وقت ما تحدد
حالته في كل الأوقات كانت هي العقيدة العلمية المركزية من أيام لابلاس.. وهي تتضمن
أنه بالإمكان التنبؤ بالمستقبل، من حيث المبدأ على الأقل.
نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 197