نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 58
ويسرني أن أكون شريكا لهم في هذا المضمار..
أنا [وليم] سمي [وليم طومسون]، الذي اشتهر بإرسائه مبادئ الطاقة الحرارية،
وبصياغته الدقيقة لكل من قانونها الأول الذي كان العالم جول قد عرضه أولا،
ولقانونها الثاني.. هذان القانونان اللذان يبرهنان علميا على حدوث الكون..
بالإضافة إلى ذلك، فهو مكتشف قياس الحرارة المطلقة، والتي أطلق اسمه على وحدتها
تكريما له، كما أنه سجل نحو تسعين اختراعا خلال حياته.
ومع ذلك كله لم يتكبر عن الإيمان بالله
والتسليم له، بل كان يقول دائما: (كل ما حولنا يشير بوضوح تام إلى خطة حكيمة
وصالحة.. أما فكرة الإلحاد فهي بعيدة كل البعد عن المنطق السليم بشكل أعجز عن
التعبير عنه بالكلمات)
وتتمة لما ذكر زملائي من النماذج والنظريات
التي أرادت التهرب من أي دليل يدل على وجود بداية للكون.. فإني أذكر ما يسمى [نظرية
الأوتار].. وهي مجموعة من الأطروحات التي تنطلق من الزعم أن المادة ليست بناء من
الجسيمات مثل الكواركات، وإنما هي في الحقيقة مجموعة أوتار من الطاقة صغيرة الحجم،
ذات بعد واحد وطبيعة اهتزازية.
وربما لم تعرف أي نظرية حجما من الإشكالات
مثلما عرفت [نظرية الأوتار]، فرغم أنها إلى الآن تبحث لنفسها عن أشكال ممكنة إلا
أن الدعاية الإعلامية لها واسعة لغرابتها وتطرفها.
وهذه النظرية تقدم صيغتين اثنتين للوجود
الكوني، أما أولاهما فقدمها الفيزيائيان [غبريال فنزيانو] و[موريزيو غسبريني]، وهي
تقرر أن الانفجار العظيم هو مرحلة بين انكماش سابق وتمدد لاحق.. حيث تكون قبل
الانفجار العظيم ثقب أسود في الفراغ الأزلي المستقر، وقد أدى انهياره إلى ظهور
النسب اللاحقة من الحرارة والكثافة وغير ذلك، مما أدى إلى التوسع اللاحق.
نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 58