نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 61
ثم راح يفند الاحتمالات واحدا واحدا بطريقة
علمية، فلا يبقى من احتمال يقبله العقل السليم إلا التسليم بوجود الله.
فقد ذكر الاحتمال الأول، وذكر أنه (لا يقيم
أمامنا مشكلة سوى مشكلة الشعور والاحساس، فهو يعني أن إحساسنا بهذا الكون وإدراكنا
لما يحدث فيه لا يعدو أن يكون وهما من الأوهام ليس له ظل من الحقيقة .. وتبعا لهذا
الرأي نستطيع أن نقول إننا نعيش في عالم من الاوهام.. وهو رأي وهمي لا يحتاج إلى
مناقشة أو جدال)
أما الاحتمال الثاني والذي ينص على أن هذا
العالم بما فيه من مادة وطاقة نشأ هكذا وحده من العدم، فهو لا يقل عن سابقه سخفا
وحماقة، ولا يستحق هو أيضا أن يكون موضعا للنظر أو المناقشة.
أما الاحتمال الثالث والذي ينص على أن هذا
الكون أزلي، ليس لنشأته بداية، فهو يشترك مع الرأي الذي ينادي بوجود خالق لهذا
الكون، وذلك في عنصر واحد هو الازلية، ونحن حينها (إما أن ننسب صفة الأزلية إلى
عالم ميت، وإما أن ننسبها إلى إله حي يخلق.. وليس هنالك صعوبة فكرة في الأخذ بأحد
هذين الاحتمالين أكثر مما في الآخر، لكن قوانين الديناميكا الحرارية تدل على أن
مكونات هذا الكون تفقد حرارتها تدريجيا، وأنها سائرة حتما إلى يوم تصير فيه جميع
الأجسام تحت درجة من الحرارة بالغة الانخفاض هي الصفر المطلق، ويومئذ تنعدم
الطاقة، وتستحيل الحياة)
بعد تفنيده لهذه الاحتمالات راح يصرح
بالحقيقة التي يدل عليها كل شيء، فقال: (ومعنى ذلك أنه لابد لأصل الكون من خالق
أزلي ليس له بداية، عليم محيط بكل شيء، قوي ليس لقدرته حدود، ولابد أن يكون هذا من
صنع يديه)
هذه مقولة سميي [فرانك ألن] التي كنت أذكرها
كل حين، لكن الهوى كان يصرفني عنها.. والحمد لله الذي وفقني للانتصار عليه في هذا
المجلس.
نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 61