responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 62

وتتمة لما ذكر زملائي من النظريات والنماذج التي راحت تتهرب من آثار وجود بداية للكون ما يسمى [نماذج التذبذب الفراغي]، حيث تذهب معظم نظريات التضخم إلى أننا كلما عدنا إلى الخلف وراء حاجز بلانك ـ أي الثانية 10 ـ 43 من الانفجار العظيم ـ انكمش الكون حتى يصبح مفردة.

وتذهب إلى أن العالم قبل تضخمه لم يكن ككل يتوسع، وإنما كان فراغا بدائيا في حال ثبات أزلي، وكانت تفاعلات الطاقة مستمرة في هذا المجال الفراغي، وهو ما نتج عنه تحول الطاقة إلى مادة، وبالتالي نشوء أكوان صغيرة، وبذلك فإن لكوننا بداية لا تمثل البداية المطلقة، وإنما هي مجرد تغير في الكون الأزلي.

وهذا النموذج كغيره من النماذج لم يفلح في التهرب من وجود بداية للكون..

سكت قليلا، ثم قال: أنتم ترون أن هذه النماذج راحت تحاول أن تقدم حلولا مغرية للخروج من إشكالية الكون المخلوق مع الاعتراف بحقيقة ابتداء كوننا وتمدده، لكنها لم تتجاوز في تاريخ حياتها العقد الثامن من القرن العشرين، بسبب وجود إشكالات في آليات توليد المادة..

بالإضافة لمواجهتها إشكالات داخلية عميقة.. منها أن افتراض أزلية الكون يقضي أن تنشأ من الطاقة أكوان أزلية لا نهائية العدد، لتندمج بعد ذلك فيما بينها، وهذا ما يخالف حقيقة كوننا صغير السن نسبيا.. فأزلية الطاقة الأولى التي يستحيل معرفة سبب تحولها إلى مادة، تقضي أن يكون ما ينشأ منها أزليا.. والحل الوحيد للإشكال السابق هو افتراض تضخم الفراغ الأول، وهو ما سيعيدنا إلى افتراض بداية مطلقة للكون، وهو ما يفر منه الملاحدة.

لقد عبر عالم الكونيات الكمومية الشهير [كريستوفر إشام] عن فشل هذا النموذج، فقال: (لقد تم التخلص من هذه النظرية منذ فترة بعيدة، ولم يتم إحياؤها منذ ذلك الحين)

نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 62
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست