نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 63
***
جلس [فرانك]، فقام عالم آخر، وقال: أتقدم
بالشكر الجزيل لأصدقائي من العلماء الذين حطموا جدار الكبر في نفوسهم، وراحوا
يصرحون بما يقتضيه العقل من الإيمان.. ويسرني أن أكون شريكا لهم في هذا الاعتراف..
أنا [جورج] سمي [جورج ايرل دافيز] عالم الطبيعة، ورئيس قسم البحوث الذرية بالبحرية
الأمريكية، والأخصائي في الإشعاع الشمسي والبصريات الهندسية والطبيعية.
والذي لم يمنعه علمه من أن يصرح بإيمانه
بالله، بل يكتب المقالات العلمية في الدعوة إليه، ومن أقواله في ذلك، والتي سجلها
في بعض مقالاته: (تعددت الأسباب التي تدفع بالإنسان إلى إعادة النظر في أمور
الدين، ولكننا نؤمن أنها ترجع جميعا إلى رغبة البشر رغبة صادقة في الوصول إلى
الحقيقة)
ثم راح يفرق بين انتقاد بعض المفاهيم أو
الممارسات الدينية وبين الإيمان بالله، فقال: (ينبغي أن نفرق في هذا المقام بين
معارضة الدين أو الخروج عليه ويبين الإلحاد، وأن نعترف بأن من يخرج على بعض الأفكار
التقليدية التي ينطوي عليها دين من الأديان، لكي يؤمن بوجود إله قوي كبير، لا يجوز
أن نعده بسبب ذلك وحده ملحدا.. فمثل هذا الشخص قد يكون غير معتنق لدين من الأديان،
ولكنه يؤمن بالله، وقد يكون إيمانه هذا بالله قائما على أساس متين)
ثم راح يفند تلك المقولة التي تجعل العلم
حكرا على الملاحدة، فقال: (وليس معنى ذلك أننا ننكر وجود الإلحاد والملحدين بين
المشتغلين بدراسة العلوم، إلا أن الاعتقاد الشائع بأن الإلحاد منتشر بين رجال
العلوم أكثر من انتشاره بين غيرهم، لا يقوم على صحته دليل، بل إنه يتعارض مع ما
نلاحظه فعلا من شيوع الإيمان بين جمهرة المشتغلين بالعلوم)
هذا بعض ما ذكره.. وتتمة لما ذكره زملائي
وأصدقائي من نماذج التهرب من وجود بداية للكون، وما يتبعه من آثار.. فإني أحب أن
أضيف إلى ما ذكروا ما يطلق عليه [نموذج
نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 63