responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 187

ثم ما لبث الحديث بينهما أن تحول إلى الحديث مع الشيخ، فقد قال الشيخ للأستاذ: لقد قطعنا الطريق كله مع قريبي هذا في الحديث عن نظرية التطور، وقد استعمل كل الوسائل لإقناعي لكن عقلي أبى علي.. وربما يكون لك من الأدلة ما يجعلني أقتنع.

ابتسم الأستاذ، وقال: وكيف أقنعك بشيء أنا نفسي لا أقتنع به.

ذهل الشاب لذلك، وقال: كيف تقول ذلك.. وأنت الذي درستنا هذه النظرية، وأقنعتنا بها.

فقال الأستاذ: أجل.. لقد فعلت ذلك باعتباري موظفا ملزما بتدريس المقرر كما طلب مني، وإلا فصلت عن عملي.. لكني في قرارة نفسي لم أكن مقتنعا بها، بل أرى أنه من المستحيل على أي عاقل أن يقتنع بها.

قال الشاب: كيف ذلك؟

قال الأستاذ: لأنها تفتقر إلى الأدلة.. هي مجرد نظرية خيالية لا حظ لها من العلم.. فمنذ عصر داروين حتى اليوم، لم يقدم أدنى دليل على أن الانتقاء الطبيعي هو السبب في تطور الكائنات الحية.. بل إن [كولين باترسون]، وهو كبير علماء المتحجرات في متحف التاريخ الطبيعي بإنكلترا، ومع كونه من أشهر دعاة التطور، ذكر أن أحداً لم يلاحظ أبداً أن للانتقاء الطبيعي قوة تتسبب في التطور.. لقد قال معبرا عن ذلك: (لم ينتِج أي أحد نوعاً بواسطة آليات الانتقاء الطبيعي، بل لم يقترب أحد منه ويدور معظم الجدال الحالي في إطار الدارونية الجديدة حول هذه المسألة)

قال الشاب: لكن ألا ترى يا أستاذ أن [الانتقاء الطبيعي] يدل على أن الكائنات الحية الأكثر تكيفاً مع الظروف الطبيعية يمكنها أن تبقى وتتكاثر، بينما تختفي تلك غير القادرة على التكيف.. فقطيع الغزلان الذي تهدده الحيوانات البرية، لا يبقى منه إلا الغزلان التي تستطيع الركض أسرع من غيرها.. أما العاجزة، فستلتهمها الحيوانات المتوحشة.

نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 187
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست