نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 188
قال الأستاذ: أجل.. ذلك صحيح.. ولكن
مهما استمرت هذه العملية، فإنها لن تحوّل الغزلان إلى نوع آخر من الأحياء؛ فسيبقى
الغزال غزالاً دائماً.. فالانتقاء الطبيعي لا يمكن بأي حال من الأحول أن يزيد
المعلومات الوراثية للأنواع أو يحسنها، كما لا يمكنه أن يحول أحد الأنواع إلى نوع
آخر.. فليس بمقدوره أن يحول نجمة البحر إلى سمكة، ولا السمكة إلى ضفدع، ولا الضفدع
إلى تمساح، ولا التمساح إلى طائر.
قال الشاب: ما تقول يا أستاذ؟.. إن هذا
خطير.
قال الأستاذ: لست أنا الذي أقوله فقط..
إن كبار المدافعين عن نظرية التطور ذكروا هذا.. وأذكر من بينهم [غولد]، وهو من
كبار المدافعين عن فكرة التطور المتقطع، فقد أشار إلى هذا الطريق المسدود الذي
يواجه الانتقاء الطبيعي، فقال: (يكمن جوهر الدارونية في عبارة واحدة: الانتقاء
الطبيعي هو القوة الإبداعية للتغير القائم على التطور.. ولا أحد ينكر أن الانتقاء
الطبيعي سيلعب دوراً سلبياً في التخلص من العناصر غير القادرة على التكيف، ولكن
النظريات الدارونية تتطلب أيضاً خلق عناصر قادرة على التكيف)
قال الشيخ: شكرا يا أستاذ.. فهذه
الكلمات التي قلتها تثلج الصدر، وتتوافق مع العقل والمنطق.. وإلا فكيف يمكن لأي
عقل أن يقتنع بأن الانتقاء الطبيعي يمكنه أن يتسم بالوعي والقدرة على التصميم،
ليقوم بكل تلك العمليات المعقدة.
قال الأستاذ: صدقت.. فالانتقاء الطبيعي لا
يملك أي وعي لسبب بسيط، وهو أنه لا يملك أي علم أو إرادة يمكنها أن تقرر ما ينفع
الكائنات الحية وما يضرها.. ولهذا لا يستطيع الانتقاء الطبيعي أن يفسر النظم البيولوجية
والأعضاء الحية التي تتسم بقدر من التعقيد يتعذر تبسيطة.. فهذه النظم والأعضاء تتكون
نتيجة تعاون عدد كبير من الأجزاء، وهي تصبح عديمة النفع إذا فُقد ولو عضو واحد
منها أو صار معيبا.
سكت قليلا، ثم قال: من الأمثلة على ذلك
أنه لا يمكن أن تعمل عين الإنسان ما لم
نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 188