responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 189

تكن موجودة بكل تفاصيلها.. ولذلك، فإنه من المفترض أن تكون الإرادة التي جمعت كل هذه الأجزاء معاً قادرة على أن تستقرئ المستقبل بشكل مسبق، وتستهدف مباشرة الميزة التي ستكتسب في المرحلة الأخيرة.. وبما أن آلية الانتقاء الطبيعي لا تمتلك وعياً أو إرادة، فلا يمكنها أن تفعل أي شيء من هذا القبيل.

قال الشاب: ولكن كيف لم ينتبه داروين مع عبقريته وعلمه الكثير إلى هذه النقطة المهمة، والتي تقوض نظريته كليا؟

قال الأستاذ: لقد انتبه لها، بل ذكرها، فقال: (إذا كان من الممكن إثبات وجود أي عضو معقد لا يُرجَّح أن يكون قد تكَّون عن طريق تحورات عديدة ومتوالية وطفيفة، فسوف تنهار نظريتي انهياراً كاملاً).. وهي شهادة صادقة منه بأن نظريته يمكنها أن تقوض من أساسها، لكن الذين استفادوا منها في نشر مذاهبهم وأيديولوجياتهم، راحوا ينافحون عنها بكل أصناف الحيل والخدع.

قال الشاب: ولكن ألا ترى أن للانتقاء الطبيعي دوره في استبعاد الأنواع المشوهة أو الضعيفة أو غير القادرة على التكيف؟

قال الأستاذ: أجل.. وهذا هو دوره المحدود الذي لا يتعداه.. ذلك أنه لا يمكن بالانتقاء الطبيعي أن ننتج أنواعاً جديدة، أو معلومات وراثية جديدة، أو أعضاء جديدة.. فليس بمقدوره أن يجعل أي شيء يتطور.. وقد قبل داروين هذه الحقيقة بقوله: (لا يستطيع الانتقاء الطبيعي أن يفعل شيئاً ما لم تُتح الفرصة لحدوث اختلافات مواتية)

ولهذا السبب اضطرت الدارونية الجديدة إلى الارتفاع بمستوى الطفرات بوصفها السبب في التغيرات المفيدة إلى مستوى الانتقاء الطبيعي.. ومع ذلك لا يمكن أن تكون الطفرات سوى سبب في التغيرات الضارة.

قال الشاب: شكرا أستاذي على هذه المعلومات القيمة، وأرى أنك قمت بالدورين

نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 189
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست