نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 190
جميعا، فأنت الذي أقنعتني سابقا بهذية
النظرية، ثم أنت الآن تقنعني بتركها.. فبأي شخصيك أثق؟
قال الأستاذ: ذلك ظاهر.. فلكل شخص مراحل
فكرية يمر بها، وهو في العادة أكثر نضجا وقوة وإدراكا في مراحلة الأخير، ذلك أنه
يكتشف فيها ما لم يكن قد اكتشفه في مراحله السابقة.. بالإضافة إلى ذلك، فأنت كنت
تتعامل مع موظف في مؤسسة، وهو مكبل بقيودها وقوانينها خشية على رزقه.. أما الآن
فأنت تتحدث مع متحرر يعرف ما يقول، ويؤمن بما يقول، ولا يخاف شيئا.
قال الشاب: فهلا أتممت حديثك لي.. حتى
أتيقن بما تيقنت به.
قال الأستاذ: لك ذلك.. ولكن للأسف وصلت
للمدينة التي أريد الذهاب إليها.. وذلك ما يمنعني من مواصلة الحديث.
قال الشاب: وأنا أيضا سأنزل معك هذه
المدينة.. ولو لم يكن لي بغية فيها إلا التحقق من هذه النظرية التي جعلتني
كالمجنون أحاول أن أقنع بها كل الناس، مع أنه لا جدوى لها في حياتي ولا في حياتهم.
***
ما إن قال ذلك حتى توقف القطار، ثم نزل
الثلاثة، وبقيت وحدي.. لكن شاء الله أن يرسل لي شابين آخرين، لم يكن لهما من حديث
إلا نظرية التطور.
قال أولهما، وهو يمسك كتابا مملوءا بصور
الحيوانات: أود منك يا صديقي أن تشرح لي في هذا الطريق نظرية لامارك.. فلدينا
امتحان فيها هذا الأسبوع.
قال الثاني: ألا تعرفها؟.. إنها بسيطة
جدا.. ويمكنك ـ لكي تستوعبها ـ أن تشبهها ببعض الرسوم المتحركة التي تحبها.. فهي
لا تختلف كثيرا عنها.
قال الأول: كيف ذلك؟
نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 190