نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 200
المتاهات.
قال التلميذ: لا بأس أستاذنا.. نعلم
ذلك.. ونعلم فوقه ما تعرضت له من متاعب بسبب أحاديثك في مثل هذه الأمور.. ولذلك
سنعفيك من أي استنتاج قد يؤذيك.. لكنا مع ذلك لا نعفيك من أن تعطينا المعلومة
الصحيحة.. ثم تدعنا نستنتج بعدها ما نشاء.
قال الأستاذ: لك ذلك.. فسل.. وسلوا ما
بدا لكم.
قال التلميذ: هل يمكن اعتبار الطفرات
وسائل لبناء تطور جميل تقوم عليه الحياة؟
قال الأستاذ: ذلك مستحيل.. فالطفرات
عامل تدمير وانحراف جيني في الكائنات وليس عامل تطوير وارتقاء.. وما يلحق الكائنات
من ضرر وانحراف في شفرتها الوراثية خطير جدا يهدد الكائنات في وجودها.. إذ من المعلوم
أن آثار الطفرات إن وقعت تتراكم في الجينات، وتورث للأجيال التالية.. ولذلك فإن مآل
الكائن الحي ـ حسب هذا الخيار ـ هو التقهقر في سُلَّم الترقي، وليس العكس.
قال التلميذ: هلا وضحت لنا أكثر.. فبعض
أساتذتنا ذكر لنا أن الحمض النووي، وما يقوم به من دور استراتيجي في بناء وبقاء
الكائنات كان إغراء لا يقاوم للتطوريين.
قال الأستاذ: أجل.. ولكنهم غفلوا على
حقيقة كبيرة، وهي أن الطفرات لا تضيف جينات جديدة، وإنما تعبث بالتي هي موجودة
أصلا.. فمن المعلوم أن أنواع الكائنات الحية تختلف فيما بينها من حيث عددُ
الجينات، وما يسمى بالخانات الجينية.
فعلى سبيل المثال لا الحصر، فإن عدد
القواعد الجينية المزدوجة في كائن بسيط مثل الفأرة هو 2600 مليون، بينما لا يتعدى
100 مليون في دودة الأرض.. وبالتالي فإن هذه الدودة تحتاج إلى 2500 مليون قاعدة
جينية إضافية كي تصل إلى طبقة الفئران في سلم التطور المفترض.. فكيف لها أن تحصل
على كل هذا العدد الهائل؟
قال التلميذ: هذا مستحيل.. وخاصة إذا
أضفنا إلى هذا كون الطفرات لا تضيف
نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 200