نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 216
عليها مطمورة بأعداد لا تعد ولا تحصى
في قشرة الأرض؟.. لماذا لا نجد الآن في المنطقة المتوسطة، التي تتسم بظروف حياتية
متوسطة، أنواعا متوسطة تربط بصفة دقيقة الأشكال البدائية بالأشكال المتقدمة؟.. لقد
حيرتني هذه الصعوبة منذ فترة طويلة من الوقت)
قلت: لكن كيف راح يصرح بنظريته على
الرغم من افتقادها للأدلة الكافية؟
قال: إنه حب السبق العلمي.. وهو لا
يختلف عن السبق الصحفي.. والذي قد يكون معاكسا للمصداقية ومضادا لها.. فداروين
بحكم الفترة التي عاش فيها أراد أن يخرج بجديد، فذكر ذلك، ثم طلب من الأجيال بعده
أن تثبت ما ذهب إليه.
ولذلك، وتحسبا ـ لمواجهة الاعتراضات
التي قد توجه له، وتطالبه بالدليل ـ راح يذكر بأن سجل المتحجرات الذي اكتشف في ذلك
الوقت لم يكن كافيا، وأكد أنه عند دراسة سجل المتحجرات بالتفصيل سيتم اكتشاف
الحلقات المفقودة.
ونتيجة إيمان دعاة التطور بنبوءة داروين
فإنهم ما زالوا يفتشون عن المتحجرات، ويحفرون في كل بقاع الأرض منذ منتصف القرن
التاسع عشر باحثين عن الحلقات المفقودة.
وعلى الرغم من جهودهم الحثيثة، لم تكتشف
حتى الآن أية أشكال انتقالية.. بل أثبتت كل المتحجرات المكتشفة أثناء الحفر أنه ـ
على عكس ما يعتقد دعاة التطور ـ فإن الحياة قد ظهرت على الأرض فجأة في تكوين كامل،
وهكذا فإنهم بينما كانوا يحاولون أن يثبتوا نظريتهم، تسببوا ـ دون قصد ـ في
انهيارها.
قلت: كيف ذلك.. أو ما تعني بذلك؟
قال: لقد اعترف عالم المتحجرات
الإنكليزي المشهور [ديريك آجر] بهذه الحقيقة على الرغم من كونه أحد دعاة التطور
قائلا: (تتمثل نقطة الخلاف في أننا إذا فحصنا سجل المتحجرات بالتفصيل، سواء على
مستوى الترتيب أو الأنواع، فسنكتشف ـ مرارا وتكرارا ـ
نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 216