نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 228
قلت: أكل ما نراه من الرجال القردة
الذين نشاهدهم في الصحف والمجلات والأفلام من هذا النوع؟
قال: أجل.. هي كلها إعادة بناء مملوءة
بالخيال والوهم.. ذلك أن المتحجرات عادة ما تكون ناقصة، وفي حالة من الفوضى، ولهذا
فإن أي تصور يستند إليها يرجح أن يكون تخمينا محضا.
لقد ذكر [ديفيد بيلبيم]، وهو أحد علماء
الأنثروبولوجيا من جامعة هارفارد هذت بقوله: (على الأقل في علم المتحجرات الذي هو
ساحتي واختصاصي، فإن النظرية ـ أي نظرية التطور ـ وضعت على أساس تأويلات معينة
أكثر من وضعها على أساس من المعطيات والأدلة الفعلية)
بالإضافة إلى ذلك، فإن إعادة البناء القائمة
على بقايا العظام لا يمكن أن تكشف سوى الصفات العامة جدا للجسم؛ لأن التفاصيل
المميزة الحقيقية المتمثلة في الأنسجة اللينة تختفي بسرعة مع مرور الوقت.. وهكذا،
فباستخدام التأويل التخميني للأنسجة اللينة تصبح الرسوم أو النماذج المعاد بناؤها
معتمدة تماما على خيال الذي يعدها.
وقد ذكر [إيرنست هوتن]، من جامعة
هارفرد، هذا التلاعب التأويلي، فقال: (إن محاولة إعادة بناء أو تركيب الأجزاء
اللينة مهمة تحف بها المشاكل والمخاطر، ذلك لأن الشفاه والعيون والآذان وطرف الأنف..
لا تترك أية آثار على الأجزاء العظمية التي تكسوها.. ويمكنك أن تشكل بنفس السهولة
من جمجمة شخص شبيه بالشخص النياندرتالي نموذجا بملامح شمبانزي أو بقسمات فيلسوف..
أما فيما يتعلق بإعادة البناء المزعومة لأنواع قديمة من البشر استنادا إلى بعض
بقاياها، فإنها لا تحظى بأي قيمة علمية، وهي لا تستعمل إلا للتأثير على العامة
وتضليلها، لذا لا يمكن الثقة بإعادة التركيب)
قلت: إن ما ذكرته يتأكد لو أننا وجدنا
نماذج متعددة لإعادة بناء عظام واحدة.
نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 228