نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 255
وذكر لنا أن اختلاف الأصابع يساعده على
تسلق الأغصان الصغيرة، كما أنه يغرز مخالبه في الأماكن اللينة من الشجرة فيقبض
عليها تماما مثلما يقبض الواحد منا على العصا، وهكذا يتسلق الأغصان بسهولة، وهذا
ما يسهل حياته فوق الأشجار.
وذكر لنا أن أهم شيء يفعله عند إحساسه
بالخطر هو التحرك بسرعة فوق الأشجار حتى إنه يقدر على القفز من غصن يبعد مسافة متر
عن الغصن الآخر.
وذكر لنا أن أنثى الكوالا تلد مولودا
واحدا خلال سنتين، وهي تحمله في كيسها مثل الكنغر، والمولود يخرج من كيس أمه خلال
الأشهر الأولى حتى إذا بلغ السنة من عمره تحمله فوق ظهرها.
وذكر لنا من العجائب المرتبطة به، أنه
يتغذى من شجرة الكافور، والتي تنتج مواد سامة لجميع الحيوانات ما عدا الكوالا الذي
يمضغها بأسنانه قبل أن يبتلعها، وتقوم رئتاه بتنظيف المواد السامة الموجودة في ورق
الشجرة، ثم يلفظها خارج جسمه.. ولذلك يسمم هذا الطعام بقية الحيوانات لكنه لا يضره،
مع أنه يأكل الكثير منه دون أن تحصل له أي مشاكل.
وذكر لنا أنه يأخذ ما يحتاجه من الماء
من أوراق تلك الشجرة نفسها لأنها تحتوي على قدر كبير من الماء في وقت معين من
السنة.. ولهذا السبب يمكنه أن يبقى أشهرا عديدة دون أن يشرب الماء.
وذكر لنا أنه عندما تهب رياح عاتية فوق
قمم شجرة الكافور لا يحس الحيوان بالبرودة لأن له فروا غليظا يحميه من قساوة
البرد.
وبعد أن ذكر لنا كل ذلك: ألا ترون
أبنائي كيف يعيش هذا الحيوان من ورق مسموم، ودون أن يشرب ماء لمدة طويلة، وفوق ذلك
كله يعيش فوق شجرة، وفي البرد القارس.. ألا ترون العناية الإلهية التي خصته بذلك،
فلولاها لم يتمكن من العيش لحظة واحدة؟
نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 255