نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 268
الحياة، غير ما ذكرت؟
قال: أجل.. القرآن الكريم كله حديث عن
الحياة وأركانها وأسرارها وأنواعها وامتدادها في الزمان والمكان..
قلت: امتدادها في الزمان والمكان!؟.. ما
الذي تقصد بذلك؟
قال: علوم الحياة التي تعرفونها تعطي
الحياة صورة واحدة لا تتصور إمكانية الحياة فيما عداها.
قلت: أجل.. علم الحياة كله يقوم على
هذا.
قال: ولكن هذا العلم بهذه الصورة ينطوي
على كبر عظيم..
قلت: العلم هو الحقيقة.. والحقيقة لا
ينبغي أن تحمل أي كبر.
قال: الكبر ليس في العلم.. وإنما فيمن
يدعيه.
قلت: ما الذي تقصد؟
قال: لو تأملت جميع فترات التاريخ
البشري، فإنك تجد كل فرد من الأفراد، بل كل أمة من الأمم تتصور أن ما عندها من
العلم هو الحقائق التي لا تقاوم، فلذلك تفرح بها، وتتيه، وتقاوم كل من يقف في
وجهها.
القرآن الكريم يذكر هذا، فهو يذكر أن
تلك القرى التي جاءتها أنبياؤها بالعلم الإلهي الذي لا يعتريه التغيير والتبديل
رفضت العلم الإلهي مستغنية بعلمها، قال تعالى:﴿ فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ
رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ
بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون﴾ (غافر:83)
مع أن عملهم ليس إلا مرحلة بسيطة في
التطور العلمي، كما قال تعالى:﴿ ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّ
رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ
اهْتَدَى﴾ (لنجم:30)
قلت: ما الذي تقصد من كل هذا؟
نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 268