responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 122

الأسباب لا يعني الاستغناء عن الأسباب الطبيعية، أو التمرّد على شيء من حقائق العلم الصحيح، وإنّما هو اعتقاد بأن الله هو المسبب لهذه الأسباب الطبيعية، ويحتّم على تسلسل العلل والأسباب أن يتصاعد إلى قوّة فوق الطبيعة وفوق الكون.. وحتى لو سلمنا جدلا أن العلم وصل إلى معرفة كل الأسباب الطبيعية، فهذا لا ينفي وجود الخالق، بل هذه الأسباب الطبيعية دالة على موجد لها، فكل سبب له مسبب، وهو الله عز وجل.

ومثل ذلك ما لو اخترع الإنسان حاسوبا ضخما استطاع أن يصنع آلات بديعة.. تقوم هي الأخرى بصناعة آلات أخرى.. وهكذا فإن هذا التسلسل لن ينفي دور الإنسان.. بل يبقى الإنسان هو المبدع الأول لتلك الآلات جميعا.

ولهذا فلو أن شخصا سئل عن المنتج الأخير، ومن صنعه، وقال: الإنسان هو الذي صنعه لكان صادقا، لأن الإنسان هو الذي صنع من صنع تلك المصنوعات.

وقد رد على هذه المغالطة الكثير من علماء الطبيعة أنفسهم، فقد قال بعضهم: (ان الطبيعة حقيقة من حقائق الكون وليست تفسيرا له، لأن ما كشفتم ليس بيانا لاسباب وجود الدين، فالدين يبين لنا الاسباب والدوافع الحقيقية التي تدور وراء الكون، وما كشفتموه هو الهيكل الظاهر للكون. إن العلم الحديث تفصيل لما يحدث، وليس بتفسير لهذا الأمر الواقع، فكل مضمون العلم هو اجابة عن السؤال: (ما هذا؟)، وليس لديه اجابة عن السؤال: (ولكن لماذا؟)[1]

ولتوضيح هذا ضرب مثالا بسيطا بالكتكوت الذي يعيش أيامه الاولى، داخل قشرة البيضة القوية، ويخرج منها بعدما تنكسر مضغة لحم؛ فقد كان الإنسان القديم يؤمن بأن الله أخرجه، ولكنا شاهدنا اليوم بالمنظار أنه في اليوم الحادي والعشرين يظهر قرن صغير على


[1] نقلا عن الإسلام يتحدى، ص31.

نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 122
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست