نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 124
صور للوقائع، وليست
في ذاتها تفسيرا لها، فالعلم لا يكشف لنا كيف صارت هذه الوقائع قوانين؟ وكيف قامت
بين الأرض والسماء على هذه الصورة المفيدة المدهشة، حتى أن العلماء يستنبطون منها
قوانين علمية؟ والحقيقة أن ادعاء الإنسان بعد كشفه لنظام الطبيعة أنه قد كشف تفسير
الكون ليس سوى خدعة لنفسه، فإنه قد وضع بهذا الادعاء حلقة من وسط السلسلة مكان
الحلقة الاخيرة.
ويقول العالم
الامريكي [سيسيل] معبرا عن هذا المعنى بلغة ساخرة: (إن الطبيعة لا تفسر شيئا من
الكون، وإنما هي نفسها بحاجة إلى تفسير.. فلو أنك سألت طبيبا: ما السبب وراء
احمرار الدم؟ .. فسيجيب: لأن في الدم خلاياحمراء، حجم كل خلية منها700/1 من البوصة!..
حسنا، ولكن لماذا تكون هذه الخلايا حمراء؟ .. فسيجيب: في هذه الخلايا مادة تسمى
(الهيموجلوبين) وهي مادة تحدث لها الحمرة حين تختلط بالاوكسجين في القلب.. هذا
جميل، ولكن من أين تأتي هذه الخليا التي تحمل الاهيموجلوبين؟ .. فسيجيب: إنها تصنع
في كبدك.. عجيب! ولكن كيف ترتبط هذه الاشياء الكثيرة من الدم والخلايا والكبد
وغيرها، بعضها ببعض ارتباطا كليا، وتسير نحو أداء واجبها المطلوب بهذه الدقة
الفائقة؟ .. فسيجيب: هذا ما نسميه بقانون الطبيعة.. ولكن ما المراد بقانون الطبيعة
هذا. ياسيدي الطبيب؟ .. فسيجيب: المراد بهذا القانون هو الحركات الداخلية العمياء
للقوى الطبيعية والكيماوية.. ولكن لماذا تهدف هذه القوى دائما إلى نتيجة معلومة؟ وكيف
تنظم نشاطها، حتى تطير الطيور في الهواء، ويعيش السمك في الماء، ويوجد إنسان في
الدنيا، بجميع ما لديه من الامكانات والكفاءات العجيبة المثيرة؟ .. فسيجيب: لا
تسالني عن هذا، فإن علمي لا يتكلم الا عن: (ما يحدث)، وليس له ان يجيب: (لماذا
يحدث؟)[1]