responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 125

ثم يعقب على هذه المحاورة بقوله: (يتضح من هذه الأسئلة مدى صلاحية العلم الحديث لشرح العلل والاسباب وراء هذا الكون.. ولا شك أنه قد أبان لنا عن كثير من الأشياء التي لم نكن على معرفة بها، ولكن الدين جواب لسؤال آخر، لا يتعلق بهذه الكشوف الحديثة العلمية، فلو أن هذه الكشوف زادت مليون ضعف عنها اليوم فسوف تبقى الإنسانية بحاجة إلى الدين، لأن جميع هذه الكشوف (حلقا ثمينة من السلسلة)، ولكن ما يحل محل الدين لا بد أن يشرح الكون شرحا كليا وكاملا. فما الكون على حاله هذه إلا كمثل ما كينة تدور تحت غطائها، لا نعلم عنها الا أنها تدور.. ولكنا لو فتحنا غطاءها فسوف نشاهد كيف ترتبط هذه الماكينة بدوائر وتروس كثيرة، يدور بعضها ببعض، ونشاهد حركاتها كلها.. هل معنى هذا أننا قد علمنا خالق هذه الماكنة بمجرد مشاهدتنا لما يدور داخلها؟.. هل يفهم منطقيا أن مشاهدتنا هذه أثبتت أن الماكينة جاءت من تلقاء ذاتها، وتقوم بدورها ذاتيا؟.. لو لم يكن هذا الاستدلال منطقيا فكيف إذن نثبت بعد مشاهدة بعض عمليات الكون أنه جاء تلقائيا، ويتحرك ذاتيا؟)

وقد عبر عن هذا المعنى أيضا البروفيسور [هريز] عند نقده فكرة داروين عن النشوء والارتقاء، فقال: (إن الاستدلال بقانون الانتخاب الطبيعي يفسر عملية (بقاء الأصلح)، ولكنه لا يستطيع أن يفسر حدوث هذا الأصلح)

وبناء على هذا كله[1] فإن هذه المكتشفات التي وضع الإنسان المعاصر يده عليها لم تزد على أنها وضعت الإنسان أمام مجهول جديد لم يجد له حلا ولا تفسيرا، ألا هو: من الذي أوجد هذا القانون الذي ينظم هذه الظواهر الكونية ؟ ومن الذي أوجد العلة التي بواسطتها يكون ذلك المعلول ؟


[1] انظر: الدين والعلم، د. محمد حسن هيتو.

نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 125
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست