نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 126
وهذا السؤال
الجديد الذي يحار أمامه الإنسان المعاصر، مهما بلغ من العلم، وأدرك من المعارف، لا
بد له في نهاية المطاف من أن يعزو هذا إلى قوة وراء هذا القانون، هي التي أوجدته
وأحكمته، ألا وهي قدرة الله وحكمته.
نعم.. لقد اكتشف
نيوتن قانون الجاذبية، وعرفنا أنه هو الذي يحكم النجوم في هذا الفضاء،وهو الذي
يتحكم بحركتها، ولكن هذا لا يدعونا إلى الالحاد، وإنكار الدين والألوهية، بل إنه وضعنا
أما السؤال الجديد، من الذي أوجد هذا القانون العظيم المحكم الذي يذهل لدقته
وإتقانه كل عقل بشري؟
إنه السؤال الذي
لا يدفعنا إلى الالحاد، بل يزيدنا إيمانا بدقة الصانع العظيم، موجد هذا القانون،
ألا وهو الله..
فجميع المكتشفات
التي عرفناها، والقوانين العلمية التي وضعنا أيدينا عليها، لم تقل لنا أنه لا
اله.. ولم تدلنا على عدم وجوده، ولم تزد على أن وضعت أيدينا على بعض المجاهيل التي
كنا لا نعرفها، وما أكثرها في هذا الكون، بل أرشدتنا إلى البحث عن بقية المجاهيل
التي توصلنا إليها من خلال كشفنا عن هذا ا لمجهول، والتي لم نكن لنتمكن من الوقوف
عليها وبحثها لولا كشفنا لهذا المجهول الأول الذي عرفنا به السبب والعلة لبعض
مظاهر الكون، كما أنها زادتنا إيمانا بوجود الله وصدق الدين،ولو كانت هذه
المكتشفات،وهذه القوانين تدل على عدم وجود الله وبطلان الدين، لما كان بها مجال
للاستدلال على وجود الله وصدق الدين، إلا أننا نجد جميع المؤمنين يدعمون إيمانهم
بوجود الخالق بهذه المكتشفات الحديثة.
ولذلك؛ فإن مثل
المنكر لوجود الله وقدرته باكتشافه لبعض القوانين العلمية إلا كمثل إنسان كان يسمع
عن مركبة الفضاء، ويعجب لدقة صنعها وعظمة صانعها، ويتعجب من حركتها، وطيرانها،
وهبوطها، ويكيل صفات المدح والثناء والإعجاب لصانعها، ثم أتيح له
نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 126