responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 127

أن يرى مركبة الفضاء، ويرى الآلات والمحركات التي كانت سببا في حركتها، فلما رأى محركها وما فيها من الآلات قال: (لقد اكتشفت سر الحركة في هذه المركبة، إنها تسير بواسطة هذا المحرك، وتلتقط الصور وتبثها بواسطة هذه الآلات، إذن فلا داعي للقول بأن ثمة صانعا صنعها، ولا داعي للإعجاب بقدرته)

ويقول: (لقد كنا نعزوها للصانع ونعجب من دقة صنعه، عندما كنا لا نعرف سر حركتها، وأنها مرتبطة بذلك المحرك، أما وقد عرفنا سر الحركة والمحرك، فلا داعي لأن تنسب الحركة لذلك الصانع).. هل يمكن أن يقبل أي عاقل هذا القول؟

بل إن الموقف الصحيح هو أن اطلاعنا على المحرك الذي تتحرك به المركبة، والآلات التي بداخلها، لا يدعونا إلى جحود صانعها، وإنما يدعونا لزيادة الإعجاب به، لما في هذه الآلات من الدقة البالغة، والإتقان، والإحكام.

وهكذا؛ فإننا كنا نعجب من قدرة الله في حركة النجوم، ووقوفها في الفضاء، حينما كنا لا نعرف قانون الجاذبية، فكنا ننسب وقوفها في الفضاء وحركتها إلى قدرة الله، وحينما اكتشفنا قانون الجاذبية، وعرفنا أن هذه الأجرام خاضعة لهذا القانون، وأنه في غاية الدقة والإتقان والإحكام لم يدفعنا هذا إلى جحود الله، وإنما زادنا إيمانا به وبقدرته التي أوجدت مثل هذا القانون الذي يحكم النجوم في هذا الفضاء.

إننا عندما عرفنا قانون الحركة في أصغر ذرة من ذرات الوجود وفي أكبر مجرة من مجرات السماء، وأنها كلها تدور وتتحرك طبقا لنظام محكم بديع، تتفق فيه جميع أجزاء هذا الكون من عناصر الذرة إلى أجرام المجرة، إننا عندما عرفنا هذه الحركة واكتشفناها لم تزدنا إلا إيمانا بالله، وبالقوانين المحكمة التي خلقها وأحكمها، ليدل بها الإنسان على وجوده وقدرته.

إن هذه القوانين لم تقل لنا إنه لا إله، وإنما دلتنا على أن الله يجري أحكامه في هذا

نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 127
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست