نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 258
ولهذا نجد
الملاحدة، ولأتفه الأسباب ينهارون، وينتحرون، لأن الحياة عندهم لا معنى لها، ولذلك
لا معنى لتحمل العذاب فيها.
ومن أنواع
العزاء التي ذكرها بعض فلاسفة الملاحدة[1] فكرة: بقاء الأنواع، حيث يذكر [ديدرو] أن
الفرد يموت، ولكن الأنواع لا نهاية لها.
أما الفيلسوف
الملحد الفرنسي [لامتريه] (1709ـ1751)؛ فقد ربط القضية بالموت، ولذلك اقترح دعوى
أن القلق من الموت لا ينشأ إلا من العقائد الدينية، لما في الآخرة من عقاب، ومن ثم
فإنه يرى أن إلغاء هذه الفكرة ـ الدين ـ من شأنه أن يلغي القلق.
ومثلهما [هولباخ] (1723ـ1789) الذي أشاد بالرؤية الأبيقورية للموت
بأنه لا يخضع للتجربة، ومن ثَمَّ فإنه لا ينبغي أن يمثل أهمية للبشر، فرأى هولباخ
أن المذكور في الأديان عن عواقب الموت لا يمثل قلقًا.
ومثلهم [إتيان
دي سينانكور] (1770ـ1846) الذي اعتبر أن الحل الوحيد لمشكلة الموت هو شفاء البشر
من مرض الرغبة في الخلود؛ وبناء على ذلك، فإن المرء يمكنه أن يقمع هذا الخوف من
خلال استغلال جميع طاقته دفعة واحدة في حياته الحاضرة.
ومثلهم [ماركيزدي
ساد] (1740ـ1814) الذي دعا إلى رفض الرغبة في الخلود، بل وازدرائها، والاستغراق
الكامل في الشهوانية، وإلحاق المعاناة ـ وحتى الموت ـ بالآخرين، باعتبارها وسيلة
لإطفاء الخوف من الموت، وهو الاتجاه المعروف بالإلحاد الأيروسي.
وهو يمثل العزاء
الأكبر لأكثر الملاحدة، ولعل أحسن تعبير عنه، ما ورد في محاورة تخيلية مشهورة
كتبها [ماركيزدي ساد] بين راهب يدعو محتضرًا للتوبة، وهذا المحتضر الذي يتحدث دي
ساد بلسانه يشرح للراهب فلسفته في الحياة: (الطبيعة شكلت روحي وتصرفاتي نتيجة
لذلك، بكل ما فيها من رغبات واحتياجات خاصة، فهي تحتاج الرذائل بقدر
[1] نقلا عن: الأسس اللا عملية في
الإلحاد.. (معنى الحياة) نموذجًا، عمرو بسيوني، موقع الباحث عن الحقيقة.
نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 258