نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 259
ما تحتاج الفضائل،
والطبيعة أثارت فيّ الشر، وقالت لي أن أفعل ذلك، كما أرادت مني أعمل صالحًا، أنا
فقط أفعل كما تأمرني)
وكان المحتضَر
معِدًّا لوليمة شهوانية خاصة للحظة موته، ولم يكتف بذلك حتى وجه الدعوة للراهب
للاشتراك معه في الانغماس: (يا صديقي، الشهوانية ـ الحسية ـ تعني الكثير بالنسبة
لي أكثر من أي شيء آخر، إنني أعبدها طوال حياتي، وكانت رغبتي في وضع حد لها في
صدري. نهايتي اقتربت، ولكن هناك ست نساء جميلات في الغرفة المجاورة، إنني أحتفظ
بهن خصيصًا لأجل هذه اللحظة، لماذا لا تشاركني في هذه الوليمة؟، لماذا لا تتخذني
قدوة، وتبني على تجربتي بدلاً من خرافات المغالطات الفارغة؟ إن السماح لهن
بالمداعبة تساعدك على نسيان نفاق إيمانك لبعض الوقت)[1]
هذه بعض النماذج
التي حاول الملاحدة أن يكذبوا بها على أنفسهم، ولكن الحقيقة هي ما عبر عنه [كلود
أدريان هيلفيتوس] (1715ـ1771)، و[دنيسديدرو] (1713ـ1784) بذكرهما أن النتائج
المترتبة على الإلحاد تتسق مع الاكتئاب، وذلك لافتقار الملاحدة لأي عزاء.
في مقابل ذلك
نرى المؤمنين ممتلئين بكل أنواع العزاء.. حتى أنهم يستقبلون الموت بفرح عظيم، وذلك
لعلمهم بما ينتظرهم عند الله تعالى، كما قال تعالى: ﴿ يَاأَيَّتُهَا
النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً
(28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي﴾ [الفجر: 27 - 30]
وسنسوق هنا
نموذجا عن ذلك، وهو ما ذكره بديع الزمان النورسي ردا على ملاحدة عصره الذين كانوا ينكرون
اليوم الآخر، ويسخرون من المؤمنين بسبب ذلك [2].
[1] Alister McGrath , THE TWILIGHT OF
ATHEISM , 34ـ35..