نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 315
أمثاله الذابين
عن الحق الناصرين للتوحيد الذائدين عن حياضه)[1]
ومن النماذج
التي يمكن من خلالها التعرف على التراث السلفي، وموقفه من أبسط المعارف العلمية
الحديثة ما ذكره الشيخ الحجوري من انتقادات لما ورد في كتاب توحيد الخالق حول سرعة
الرياح، وأنها لو بلغت 200 ميل في الساعة لما أبقت شيئًا على وجه الأرض إلا دمرته[2]، فقد قال الشيخ ردا على هذه المعلومة
البسيطة: (هذا القول ينطوي على لحن شديد في التوحيد فقوله: عن الريح لما أبقت
شيئًا على وجه الأرض إلا دمرته. هذا غير صحيح لأن الريح مأمورة من الله لا يمكن أن
تدمر شيئًا إلا بأمر ربِّها سبحانه، وقد وصف الله عز وجل ريح عاد بالعتو والشدة.. وعن
ابن مسعود، وحذيفة بن اليمان، وعبادة بن الصامت، وأبي بن كعب، وسعد بن أبي وقاص
وغيرهم، أن النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) قال: (لا يَجِدُ عَبدٌ حَلاوَةَ الإيمَانِ
حَتَّى يَعلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَهُ لَم يَكُن لِيُخطِئَهُ، وَأَنَّ مَا أَخطَأَهُ
لَم يَكُن لِيُصِيبَه)، فلو أن الله عز وجل أرسل الريح بِهذا القدر الذي ذكر أو
أكثر ولم يرد تدمير الأرض ومن فيها لحفظهم منها كما جعل النار على إبراهيم عليه
السلام بردًا وسلامًا، وكما نجى نوحًا عليه السلام ومن معه من الغرق وأمر الماء أن
يغشى من سواهم على وجه الأرض)[3]
ومنها رده
على هذه العبارة التي وردت في كتاب توحيد الخالق: (من الذي قضى بِهذه السنن والقوانين المنظمة الدقيقة)[4] فمع بساطتها ووضوحها إلا أن الشيخ جعل منها
قصة كبيرة، فقال ردا عليها: (قلت: اللفظ المشروع أن يُقال: من الذي قضى بالسنن
والأحكام، أما لفظة القانون فليست موجودة في كتاب الله وسنة رسوله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) الصحيحة
فيما نعلم واستعمالها غير فصيح.. وذكر هذه اللفظة الشيخ بكر أبوزيد في)معجم
المناهي اللفظية)