نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 316
فراجعها إن شئت،
فعلم أنه لا يجوز أن نسمي أحكام الله عز وجل وأقداره قوانين، ونعرض عن اللفظ
الشرعي: قضاء، قدر، حكم، إرادة، مشيئة. فإن تسمية هذه المسميات الشرعية قانونًا
يعتبر تحريفًا للكلم عن مواضعه)[1]
ثم يبين أن
اعتبار العلماء بالعلوم الحديثة علماء كون نوع من الاحتقار للسلف، فقال: (ألم تر
أن هذا إزراء بجانب السلف وعلومهم غاية الإزراء وهو إطراء لليهود والنصارى
والزنادقة إيما إطراء، لأنه إذا كان هؤلاء هم علماء الكون فلا حاجة لما عداهم من
علماء الشريعة الإسلامية، وأنت لو قرأت تراجم جهابذة علوم الكتاب والسنة كلهم لا
تكاد تجد أنه قيل في واحد منهم هو عالم الكون بل لو قرأت في مناقب الأنبياء ودلائل
نبواتِهم لا تكاد تجد أن واحدًا منهم وصف بعالم الكون بل إن الملائكة الذين يقول
الله عنهم: ﴿ فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا﴾ [النازعات: 5] لا تجد
أنَّهم وصفوا بعلماء الكون، لكن الطبائعيين من أساتذة الزنداني يصفهم بذلك ولا
يدري الجاهل أنه أشرك الملاحدة في شيء من خصوصيات رب العالمين)[2]
ثم رد اعتبار
صاحب الكتاب الإسلام مبنيا على العقل، وأنه لا يطالب معتنقيه أبدًا بتجميد
طاقاتِهم الفكرية، فقال: (وقول الزنداني: أن الإسلام مبني على العقل. هذا غير صحيح
فالإسلام مبني على الكتاب والسنة لا على العقل.. ووظيفة العقل في هذه الأدلة فهمها
وتعقلها، فإذا كان مفقودًا ولم يفهمها ولم يعقلها وصار صاحبه في حيز المجانين فهنا
يصير غير مكلف، أما أن يقال إن من مفاخر الإسلام أنه مبني على العقل فباطل لما
علمت من الأدلة، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: العقل مع النقل كالعامي المقلد مع
العالم المجتهد، بل هو دون ذلك بكثير فإن العامي يمكنه أن يصير عالمًا ولا يمكن
للعاقل أن يصير نبيًا