responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 398

والكمال، لينبني عن كل ذلك تشكل معرفة في النفس تفيد أن خالقا بهذا الكمال يستحيل أن يبدو منه أي شيء يتناقض مع قدوسيته وكماله..

وهو ما يدعونا بعد ذلك إلى البحث في ضوء هذه المعرفة المقدسة عن حقيقة ما نتوهمه شرا، وعن حقيقة الحياة التي ارتبط بها ذلك الشر، وهل هو غاية مقصودة لذاتها، أم هو حالة عارضة..

وكون الشر مقصودا لذاته، أو مخلوقا بالأصالة، مستحيل بحسب صفات الخالق العظيمة.. وكونه حالة عارضة يدعونا إلى البحث عن أسرارها بحسب ما تنص عليه المصادر المقدسة،وبحسب ما يدل عليه العقل الذي يثبت وجود الله، ويبقى الإشكال في وجود الشر، وقد ذكرنا في مقدمة هذا الفصل أن الملاحدة أنفسهم يقرون بأنه لا تعارض بين وجود الله وبين معضلة الشر، وإنما التعارض في وصفه بالرحمة أو القدرة أو العلم مع وجود الشر.

1 ـ الجواب المرتبط بصفات الله:

تضعنا معضلة الشر بين أمرين تتوهم أننا إن قبلنا أحدهما، نفينا الآخر، فهي تخيرنا بأن نقبل إلها قاسيا ظالما لا يبالي بعباده، وبما يصيبهم من آلام، وبين أن نعتبره رحيما، ولكنه في نفس الوقت إما جاهل لا يعرف المعاناة التي يعانونها، أو عاجز عن حل ما ينزل بهم..

ولا تضع في حسابها أن هناك احتمالات أخرى، تتناسب مع كون الإله رحيما، وفي نفس الوقت عالما وقديرا.. وهذه الاحتمالات تنطلق من وصف الله بالحكمة، وهي أن توضع الأمور في مواضعها المناسبة لها، بحسب ما تقتضه أسماء الله الحسنى.

ولذلك فإن المعرفة التي تزيل هذه الشبهة من جذورها هي المعرفة التي تتبنى رؤيتين: الرؤية التنزيهية: واعتبار الله منزها عن كل ما لا يليق به من صفات لا تتناسب مع عظمته ولطفه وعلمه وقدرته ورحمته.. والرؤية التعظيمية والتي تثبت لله كل صفات الحمد والجمال والإحسان والرحمة والفضل.

نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 398
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست