responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 49

يتوفّر على الواقع بواسطة، وبدونها يضحي بلا واقع)، أي إنّنا نحكم بأنّ العالم ليس هو عين حقيقة الوجود، بل العالم ظل الوجود، إذاً فالعالم أثر، وهو ظهور وتجلٍ وشأن واسم.

وبناء على هاتين المقدمتين، فإن العقل الفلسفي المرتكز على المعرفة الوجودية، انطلاقاً من أنّ الوجود وجود، يقودنا قبل كلّ شيء إلى الله، وهو أوّل موجود نتعرّف إليه.

أمّا القراءات التّجريبيّة والحسّيّة فتقودنا إلى الوجودات المحدودة والمقيدة والمشروطة والممكنة التي هي آثاره وأفعاله وتجلّياته وشؤونه، وعلى هذا المنوال نكتشف الواجب ونكتشف الممكن أيضاً.

على أنّ الثابت في أبحاث الإلهيات أنّ طريق كشف الممكن لا ينحصر في ما تقدّم، بل يمكن اكتشاف الممكن بواسطة الواجب، كما أنّ اكتشاف الواجب لا ينحصر بالطريق المتقدّم، بل يمكن اكتشاف الواجب عن طريق الممكن.

بناء على هذا التقرير فإن برهان الصدّيقين، بحسب تقرير [صدر المتألهين] لا يحتاج إلى أكثر من تعقّل الوجود بما هو وجود، والالتفات إلى أصل الواقعية، وهو يقوم على مجموعة من الأسس، وهي:

1. أصالة الوجود: أي إنّ ما له التحقّق هو حقيقة الوجود، والماهيات موجودة بالعرض والمجاز.

2. وحدة الوجود: أي إنّ حقيقة الوجود لا تقبل الكثرة المتباينة والاختلاف الذي تقبله هو تشكيكي ورتبي، فإمّا أن يكون مرتبطاً بالشدّة والضعف والكمال ونقص الوجود، وإمّا أن يكون مرتبطاً بالامتداد والاتّصال الذي هو نوع من تشابك الوجود والعدم. وعلى كلّ حال فالكثرة المتصوّرة في الوجود كثرة في توأم الوحدة، وهي عين الوحدة من زاوية من الزوايا (الوحدة في عين الكثرة والكثرة في عين الوحدة).

3. إنّ حقيقة الوجود لا تقبل العدم: فالموجود من حيث هو موجود لا يعدم،

نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 49
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست