نام کتاب : دعاة على أبواب جهنم نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 30
لقيت، وكان أشد ما لقيت منهم يوم
العقبة، إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال، فلم يجبني إلى ما أردت،
فانطلقت وأنا مهموم على وجهي، فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب فرفعت رأسي، فإذا
أنا بسحابة قد أظلتني، فنظرت فإذا فيها جبريل، فناداني فقال: إن الله قد سمع قول
قومك لك، وما ردوا عليك، وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم، فناداني
ملك الجبال فسلم علي، ثم قال: يا محمد، فقال، ذلك فيما شئت، إن شئت أن أطبق عليهم
الأخشبين؟ فقال النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم): بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده، لا يشرك به
شيئا)[1]
ونحن نتعجب: هل رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) الذي يسارع إلى اللعن والدعاء
على من يغضب عليه هو نفسه هذا الرؤوف الرحيم الذي لم يدعو على المشركين الذي
بالغوا في إيذائه.
كان في إمكان النجدي لو لم يكن من
الفرحين أن يتراجع بسهولة عن خطئه، وأن يفكر في الدليل، أو أن يشكر المتحدث، ويرحم
كبر سنه، أو يعتذر لرسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) من السبة العظيمة التي رماه بها.
كان في إمكانه أن يفعل مثلما فعل
السحرة عندما رأوا الدليل، فيسلم له.. لكنه لم يفعل.. ومثله لن يفعل..