نام کتاب : دعاة على أبواب جهنم نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 35
وروي ما يدل على أن الصحابة كانوا
يميزون المنافقين عن غيرهم بموقفهم من علي بن أبي طالب، وقد حدث جابر بن عبد الله
قال : (ما كنا نعرف منافقينا معشر الأنصار ، إلا ببغضهم عليا)[1]
اغتاظ الفارح كثيرا من كلام الشاب،
لكنه حاول أن يتدارك الموقف، فقال بابتسامة ساخرة: لم أراك أيها الشاب متحمسا
هكذا؟.. الأمر أيسر بكثير.. ولو أنك قرأت ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية حول
الأحاديث الواردة في هذا الباب، لعلمت أن الأمر لا يستحق كل هذه الحماسة.
أما من حيث السند، فقد ذكر شيخ
الإسلام هذه الأحاديث، فقال: (أصح مما يروى عن علي، أنه قال: إنه لعهد النبي الأمي
إلي أنه لا يحبني إلا مؤمن، ولا يبغضني إلا منافق)، فإن هذا من أفراد مسلم، وهو من
رواية عدي بن ثابت، عن زر بن حبيش عن علي، والبخاري أعرض عن هذا الحديث، بخلاف
أحاديث الأنصار، فإنها مما اتفق عليه أهل الصحيح كلهم: البخاري وغيره، وأهل العلم
يعلمون يقينا أن النبي قاله، وحديث علي قد شك فيه بعضهم[2])[3]