نام کتاب : دعاة على أبواب جهنم نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 85
وارحم محمدًا ولا ترحم معنا أحدًا)[1].. وإلا فإن الورع يدعو
صاحبه إلى الحذر والتوقف عن تكفير المسلمين حتى لا يتحمل مسؤوليتهم يوم القيامة..
فأن تخطئ في العفو خير من أن تخطئ في العقوبة.
بناء على هذا سنحكي لكم قصة تمثل مشهدا من المشاهد التي نعيشها كل يوم،
وهي لعلم من أعلام الفتوى كان زميلا لي في الدراسة، لكنه أتيح له من الدنيا
المرتبطة بالدين ما لم يتح لي..
وقد تعجبت عندما علمت بالمناصب الكبرى التي رقي لها، والمرتبطة بالفتوى..
فقد كنت أعلم أنه داهية محتال ذكي جدا، وكنت أتوهم أنه سيصبح مديرا لبنك، أو رئيسا
لشبكة هرمية، أو شركة وهمية افتراضية.. لكن لم يخطر على بالي أبدا أنه سيصبح
مفتيا.
لمت نفسي كثيرا، وأنا أسير إلى مكتبه الفخم، بل إلى قصره الفخم.. لقد قلت
لها: لطالما كنت تتهمين الرجل بالنصب والاحتيال، وها أن الله قد أخلف ظنك، فأصبح
رأسا من رؤوس الدين، وعلما من أعلام الهدى.
لكني عندما دخلت إلى مكتبه، وعاينت حياته وبعض فتاواه، وعرفت بعض مصادر
دخله التي مكنته من كل ذلك الثراء، ندمت على ندمي، وتبت من توبتي، وأيقنت أن الطبع
يغلب التطبع، وأن الرجل لا يزال نصابا، ولكنه