نام کتاب : السلفية والنبوة المدنسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 136
قسوة.. وغلظة
من أهم صفات
الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ـ كما يذكر القرآن الكريم ـ تلك الرحمة العظيمة
التي ملأ الله بها قلوبهم، والتي تجلت في كل التضحيات التي ضحوا بها من أجل هداية
أقوامهم، وكل ذلك الصبر الذي صبروه تجاه تلك المواجهات الشرسة التي ووجهوا بها،
وقد ورد في الحديث عن عبد الله بن مسعود قوله: (كأنِّي أنظر إلى النَّبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) يحكي
نبيًّا من الأنبياء، ضربه قومه فأَدْمَوه، فهو يمسح الدَّم عن وجهه، ويقول: ربِّ
اغفر لقومي، فإنَّهم لا يعلمون)[1]
وهذه المقولة
التي وصف بها رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) تمثل كل الأنبياء
عليهم الصلاة والسلام، فكلهم رحمة ولطف وهداية.. ومن أساء إلى أي واحد منهم في هذه
الناحية فقد أساء إليهم جميعا، كما ورد في الحديث: (الأنبياء إخوة بنو علات[2] أمهاتهم شتى، ودينهم واحد)[3]
وهذه الأخوة
تتفق في جميع القيم الإنسانية الرفيعة.. لأن أول صفات النبي أن يتصف بكل مستلزمات
الكمال الإنساني.. ومن أهم تلك الكمالات الرحمة واللطف واللين، كما قال تعالى عن
نبيه (صلیاللهعلیهوآلهوسلم): ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ
لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ﴾
[آل عمران: 159]
وذكر حرصه
الشديد على إيمان الناس رحمة بهم، فقال: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ
أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَاعَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ
رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [التوبة: 128]
[1] أحمد (1/380) (3611) والبخاري
(4/213، 9/20) ومسلم (5/179)
[2] علة: يقال: هم بنو علات إذا كان
أبوهم واحدا وأمهاتهم شتى الواحدة علة مثل جنات وجنة. المصباح المنير 2/583..
[3] ابن عساكر (47/372)، وانظر: صحيح
الجامع،: 1452.
نام کتاب : السلفية والنبوة المدنسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 136