نام کتاب : هکذا يفکر العقل السلفي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 68
تقي الدين
ابن تيمية، فبالغ في تعظيمه، قال مرة: اسكتوا حتى نسمع كلام هذا الفاضل الذي ما دخل
البلاد مثله. ثم انتقل إلى القاهرة، وفيها توفى.. ومما يحكى عنه من حرصه على العلم
وشحه أوقاته، أن بعض أصحابه كان يذكر أنه كان يمتنع كثيرا من الأكل، لئلا يحتاج
إلى الشرب، فيحتاج إلى دخول الخلاء، فيضيع عليه الزمان)[1]
وهذا كله
جعلهم لا يجدون الوقت الكافي للتحقيق والغربلة والتصفية .. لأنهم في سباق محموم،
ولا يمكن أن يجد المسابق الفترة الكافية للنظر والتحقيق، بالإضافة إلى أنهم لو
فعلوا ذلك، فستضيع الكثير من الروايات التي جمعوها، وأتعبوا أنفسهم فيها، وبذلك
تقل الرغبة فيهم.. لأن من شروط المحدث الحافظ ـ كما سنرى ـ أن يصل إلى حفظ مئات
الآلاف من الأحاديث.
وكمثال على
ذلك أن ابن جرير الطبري كان يعلم بعدم أهلية سيف بن عمر[2] للرواية، ولكن مع ذلك روى له .. لأنه لو أزال من كتابه تلك الروايات فسينقص عدد
صفحات كتابه، وسينقص معها تقدير المحدثين له.
فقد كان للكم
دوره الكبير في العقل السلفي، وقد حكى الخطيب هذه الرواية التي يهتم بها السلفية عند ذكرهم لهمم السلف، فقد
رووا عن الطبري أنه قَالَ لأصحابه: أتنشطون لتفسير القرآن. قالوا: كم يكون قدره؟
فقال ثلاثون ألف ورقة، فقالوا: هذا مما تفنى الأعمار قبل تمامه، فاختصره في نحو
ثلاثة آلاف ورقة. ثم قَالَ: هل تنشطون لتاريخ
[2]
هو سيف بن عمر الأسديّ التميمي وهو مؤرخ
كوفي كتب ما كتبه زمن هارون الرشيد، وقد تجاهله أغلب المؤرخين المبكرين؛ كالبلاذري
وعمر بن شبة، بالإضافة إلى أن أصحاب الجرح والتعديل ضعفوه واتهموه بالكذب، فقد قال
فيه النسائي صاحب السنن (المتوفى 303 هـ )، والمعاصر للطبري: (ضعيف متروك الحديث،
ليس بثقة، ولا مأمون) ( الضعفاء والمتروكين: 187) لكنّ الطبري استند إليه استناداً
واسعاً فيما تعلق بتاريخ الخلافة المبكرة من أبي بكر إلى علي. وعبر نقول الطبري
عنه أثرت رواية سيف هذا تأثيراً بالغاً في الكتابة التاريخية.
نام کتاب : هکذا يفکر العقل السلفي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 68