نام کتاب : هکذا يفکر العقل السلفي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 73
فقال أحمد:
لا يستعان بهم، فقال: يستعان باليهود والنصارى ولا يستعان بهم، فقال: إن النصارى
واليهود لا يدعون إلى أديانهم، وأصحاب الأهواء داعية[1].
وروى البيهقي
في [مناقب أحمد] عن محمد بن أحمد بن منصور المروذي أنه استأذن على أحمد بن حنبل، فأذن
له، فجاء أربعة رسل المتوكل يسألونه فقالوا: الجهمية يستعان بهم على أمور السلطان
قليلها وكثيرها أولى أم اليهود والنصارى؟ ففقال أحمد:( أما الجهمية فلا يستعان بهم
على أمور السلطان قليلها وكثيرها، وأما اليهود والنصارى فلا بأس أن يستعان بهم في
بعض الأمور التي لا يسلطون فيها على المسلمين حتى لا يكونوا تحت أيديهم، قد استعان
بهم السلف)، قال محمد بن أحمد المروذي: أيستعان باليهود والنصارى وهما مشركان، ولا
يستعان بالجهمي ؟ قال : (يا بني يغتر بهم المسلمون وأولئك لا يغتر بهم المسلمون) [2]
وإرسال
المتوكل كل هؤلاء الرسل إلى الإمام أحمد يدل على المكانة الكبيرة التي يحظى بها
المحدثون، وهي التي رغبت المجتمع بعد ذلك في أن يمارس هذه المهنة، فهي مع كونها
شاقة إلا أن أرباحها مضمونة.
وهكذا نجد من
الوثائق والأدلة ما يدل على أن الملوك والأمراء كانوا يشجعون الرعية على هذا النوع
من العلم، فقد روي عن محمد بن سهل بن عسكر قال: (تقدم رجلٌ غريبٌ بيده محبرةٌ إلى
المأمون، فقال: يا أمير المؤمنين، صاحب حديث منقطع به، فقال: ما تحفظ في باب كذا
وكذا؟ فلم يذكر شيئاً، فقال: حدثنا هشيم، وحدثنا يحيى، وحدثنا حجاج بن محمد… حتى ذكر
الباب، ثم
سأله عن
باب آخر فلم
يذكر شيئاً، فقال: حدثنا فلانٌ، وحدثنا فلانٌ، ثم
قال لأصحابه: يطلب أحدهم الحديث ثلاثة أيام ثم يقول: أنا من